مع حلول فصل الصيف تبدأ حفلات التخرج في الجامعات الفلسطينية فتنكأ جراح الأسرى والأسيرات، المحررة الخريجة آيات عيد دحادحة، زوجة الأسير عاصم البرغوثي، شقيق الشهيد صالح البرغوثي، وهما من نفذا عمليتي إطلاق نار قرب مستوطنة عوفرا قبل شهور تروي تفاصيل نجاحٍ وحزنٍ في حياتهم.
تقول المحررة دحادحة" ما بين الصورة الأولى والثانية حكايـة حزن وقهر وعزيـمـة وإنـجاز، فالأولى كانت عند خروجي من عوفر قبل عدة أشهر، والثانية كانت اليوم في ربوع جامعة بيرزيت، فلقد كانت السنة الأصعب، السنة التي ذقت فيها مرارة الألم والفقدان، كانت سنة مليئـة بالحزن والهموم، ولكن رغم هذا كله، ها أنا اليوم أتـخـرج من جامعة بيرزيت بامتياز".
تضيف دحادحة" ودّعـت الفصل الدراسيّ الأخير واسمي - بفضل الله تعالى - على لائحة الشرف فالحمد لله الذي يسّـر لي طريق العلم، وما توفيقي إلا به سبحانه، فالشكر بعد الله تعالى لوالدي ووالدتي اللذين بعثـا فـيّ الهمة والعزيمة، فمن ثـنـايا الـمـحـنـة أشرقـت المنحة، فلله الحمد في الأولى والثانـيـة".
عمة الأسير عاصم، حنان البرغوثي، من سكان قرية كوبر تقول" تخرج زوجة الأسير عاصم بتفوق يدلل على أن الأسر لا يمنع النجاح والتفوق، بل هو دافع حقيقي للنجاح، فالمحررة آيات ذاقت ويلات الأسر، وزوجها ينتظر السجن المؤبد، ومع ذلك لم يمنعها الأسر والتعذيب والاعتقال من التخرج من الجامعة، فالتخرج يعني أن إجراءات الاحتلال باءت بالفشل".
تضيف البرغوثي"كل ما يفعله الاحتلال بأبناء الشعب الفلسطيني ليس له أثر، وكما يقول الله تعالى "لن يضروكم إلا أذى" فهم لهم أذى علينا أما أن يكون لهم سيطرة علينا فهذا محال ولن نرفع لهم الراية البيضاء، وتخرّج آيات جاء من بين عذابات عاشتها عائلة البرغوثي من استشهاد واعتقال لجميع أفراد العائلة، وجاء كبارقة أمل تسطع في سماء حياتنا".
حنان البرغوثي تؤكد على أن الشعب الفلسطيني دائماً يصنع النجاح، فالكثير من بنات الأسرى تخرجن من الجامعة، وتم أسر الآباء وهن في السنوات الأولى، مثل كريمة الأسير عبد الله البرغوثي صاحب أكبر حكم.
زوجة الأسير رائد حوتري، أسماء حوتري، قالت" ابنتي حور وابني مقداد تفوقوا في المدرسة، مع أن والدهم اعتقل وهم بعمر السنوات الأولى، وهو يقضي حكماً بالسجن المؤبد المكرر 23 مرة، وأنا أكملت برنامج الدكتوراة، فالأسر دافع للتفوق والاندماج في الحياة، وحكم المؤبد بالنسبة لنا لا يعني شيئاً، وسيخرج الأسرى من الأسر وعائلاتهم في أحسن حال".
زوجة الأسير المريض عبد الناصر الرابي من قلقيلية علّقت قائلة" بالرغم من جراح الأسر لزوجي إلا أن ابنتي تفوقت في امتحانات الثانوية العامة، ودخلت كلية الدعوة، فحياتنا بين قلب ينفطر حزناً على والدها، وبين فرحٍ منقوص جاء من عزيمة لا تلين".