يتخذ الاحتلال إجراءات ومعايير قاسية وانتقامية وذات بعد عنصري بامتياز في محاسبته للمحررين، المحرر علي شواهنة من سكان بلدة كفر ثلث، شرق قلقيلية، أمضى في الأسر 15 عاماً وتحرر في العام 2016، وعند دخوله القدس في الجمعة الرمضانية الأولى لبلوغه سن الأربعين عاماً، وبسبب نقصان عدة أيام من عمره عن اكتمال سن الأربعين، اعتقلته القوات الخاصة من الحافلة التي كان يستقلها مع زوجته للذهاب للصلاة في المسجد الأقصى.
يقول المحرر علي شواهنة" لم أعلم أن أياماً قليلة تفصلني عن سن الأربعين، ستكلفني السجن والاعتقال المفاجئ وغرامة مالية، فأنا دخلت القدس من خلال معبر قلنديا وبعد خضوعي للفحص الأمني في معبر قلنديا حيث جميع المسالك المخصصة لعبور الوافدين مجهزة بالفحص الالكتروني، وعندما اجتزت المعبر نحو الحافلة، تفاجئت بقوات خاصة تصعد للحافلة وتقتادني بشكل مرعب أمام كل الوافدين وتنقلني إلى سجن عوفر".
يضيف شواهنة" هناك تم توجيه تهمة دخول القدس بصورة غير شرعية لي، وحين أخبرت ضابط المخابرات في جلسة التحقيق أنني دخلت من المعبر رد ساخراً: لقد استغفلت الجنود ودخلت القدس، وأنت محظور عليك دخول القدس".
المحرر شواهنة شعر من إجابة ضابط المخابرات له أن الهدف هو اعتقاله تحت أي مبرر، وفي ذلك رسالة مبطنة لكل المحررين أن القيود التي فرضت عليهم مازالت قائمة، وأن جهاز المخابرات دائم المراقبة وهو لهم بالمرصاد، يقول شواهنة" عند عرضي على المحكمة تم فرض حكم ستة أشهر ويوم بحقي، وبعد مداولات معهم تم شراء ثلاثة أشهر بقيمة 3000 شيقل، والسجن الفعلي مدة 31 يوماً، وقد أمضيت شهر رمضان رهن الاعتقال لأن عمري أقل بأيام من دخول القدس حسب معيار السن الذي حددوه".
يتابع شواهنة حديثه" المحررون يعيشون إجراءات صامتة بحقهم، فهناك من يعتقل لأنه شارك في حفلة صديقٍ له أو شارك في افتتاح معرض كتاب أو اتصل بصديق يستفسر عن أخباره، فالملاحقة لا تتوقف ولو كانت النشاطات اجتماعية بامتياز، وقد التقيت بأسرى محررين كانوا معي في فترة الأسر السابقة، وتم اعتقالهم على قضايا تافهة ليس لها أية علاقة بالأمن كما يزعمون، وهم يريدون من المحرر أن يبقى معزولاً في منزله ومحيطه داخل مكان سكناه، وهذا الأمر يعتبر اعتقال بدون قرار، وحبس منزلي بدون قرار محكمة، ولا يتوقف الأمر عند هذا الأمر، بل يتم الاستدعاء الأمني للمحرر، وتهديده بالاعتقال كما حدث معي عدة مرات".
يطالب المحرر علي شواهنة بضرورة تدخل الهيئات الحقوقية والإنسانية للجم الاحتلال في معاملته للمحررين، وخاصةً اللذين أمضوا سنوات طويلة في الأسر ويحتاجون لفرصة للاندماج في الحياة، فسنوات الأسر الطويلة تؤثر على كل تفاصيل نفسية الأسير وصحته، وهذا يتطلب تدخل عاجل لحماية المحررين ورفع القيود الظالمة عنهم.