يعتبر الأسير المريض عبد الناصر الرابي (48عاماً) من سكان مدينة قلقيلية، حالة اعتقالية قاسية؛ لملاحقة الاحتلال له ولزوجته في الاعتقال الإداري منذ قرابة العامين، دون اعتبار لحالته الصحية التي تحتاج إلى رعاية خاصة.
تقول زوجته أم علي، في حديثٍ لمكتب إعلام الأسرى" وضع زوجي المريض واستمرار اعتقاله تحت بند الملف السري يزيد من قلقنا وخوفنا، فابنتي عقدت قرانها وهو غائب، ولم ننتظر حتى يتم الإفراج عنه، فهو في اعتقالٍ مجهول، وتم تمديده عدة مرات دون اعتبار لحالته الصحية، ويتم التعامل مع ملفه الطبي بطريقة عنصرية"
توضح أم علي" قبل أيام وبعد أكثر من سبعة أشهر من الانتظار والمعاناة وسياسة الإهمال الطبي، تم إلغاء الفحص الطبي المقرر له بعد وصوله لمستشفى في القدس؛ لأن طبيب السجن لم يتابع الملف الطبي ويعطيه الأدوية اللازمة الخاصة الواجب على المريض تناولها قبل الفحص بيوم واحد من إجرائه، وهذا التأجيل يزيد من الحالة المرضية له، فهو يعاني من نزيف معوي لا تعرف أسبابه".
وقالت زوجة الأسير الرابي المكلومة" الاعتقال الإداري قصم ظهرنا جميعاً، فعند انتهاء كل مرحلة من الاعتقال الإداري تكون صدمة التمديد الجائر، فزوجي جريح منذ الانتفاضة الأولى عام 1987، وأسير لأكثر من سبع سنوات وتتم ملاحقته، فالاعتقال الأخير جاء بعد الإفراج عنه بشهرين من اعتقالٍ استمر 18 شهراً، ولم تسمح له المخابرات بالبقاء معنا سوى شهرين فقط".
تؤكد زوجة الأسير الرابي على أن اعتقال زوجها الإداري يقترب الآن من العامين، كما وتشير إلى أن نقله مريضاً في البوسطة للقدس والعودة به دون علاج، كان ضربةً لوضعه الصحي، وتقول" يشتد عليه المرض يوماً بعد يوم وهذه المرة كانت الآلام في معدته، فهو كان يتناول قبل حدوث النزيف المعوي أدوية للأعصاب، وعلى الجهات الحقوقية والإنسانية التعامل مع ملف زوجي على أنه من الملفات الخطيرة من الناحية الطبية، وإن بقائه في الاعتقال الإداري يزيد من تفاقم وضعه الصحي".
علي(16عاماً) الابن الأكبر للأسير عبد الناصر الرابي من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعاني من إعاقة بصرية وسمعية، ويدرك ما حوله، فهو مبدع في مجال البحث في مواقع التواصل الاجتماعي، ويساند والده الأسير من خلال الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل، فيتحدث عن والده وهو يكتب على جهاز الحاسوب.
يقول علي لمكتب إعلام الأسرى" الاحتلال يحرمني من والدي، فمنذ صغري وهو يتعرض للاعتقال، وقد كان يأخذني إلى الأطباء ويتابع ملفي الطبي، وفي كل اعتقال كنت أحرم من مواصلة العلاج، وأنا اشتاق لأبي، فالاعتقال قاسٍ علينا جميعاً في العائلة، فكل المناسبات غاب عنها والدي الأسير، ومنها نجاح أختي وخطبتها".