صباح اليوم تتجهز عائلته لأداء مناسك العمرة، وفي حقائبها ترتب قبل الملابس أدعيةً خاصةً له، ستذكره بشكلٍ خاصٍ هناك، سيكون له النصيب الأوفر من الذكر والدعاء بالحرية، فهو الفرد الغالي على أسرته المفقود من على مائدة الفرح والحزن منذ 16 عاماً.
منذ ثلاث سنوات يعاني الأسير سامر حيدر شعبان عياط(39عاماً) من سكان مخيم طولكرم، وحيداً من آلامٍ حادة في يده وقدمه تتطلب إجراء مساجاتٍ خاصةٍ له، يتألم وحيداً حتى تفطن إدارة السجن إلى نقله للعيادة من أجل الحصول على علاجٍ طبيعيٍ يخفف من ألمه، حيث لا علاج آخر لحالته.
ملفه الصحي
شقيقة الأسير عياط تحدثت لمكتب إعلام الأسرى حول الظروف الصحية الخاصة لشقيقها وسنوات أسره ال16 وفقدانه من البيت، تقول" مشكلة أخي أنه كتومٌ للغاية، في المرات النادرة التي نزوروه فيها لا يخبرنا بآلامه، يحاول أن يظهر مظهر القوي الخالي من الأمراض، ونحن نعلم أخباره الصحية من زملائه الأسرى الذين يخبرون عائلاتهم بذلك فيخبروننا".
عائلة الأسير عياط محرومةٌ من زيارته بحجة المنع الأمني، غير أنها تمكنت من رؤيته قبل ثلاثة أشهر، تقول شقيقته" زرته ولم يبدُ عليه المرض، لم يخبرني بذلك، ولكنني عرفت بأوجاعه دون أن ينطق، وأعلم أن إدارة السجن تتعمد تأخير علاجه عن موعده، حيث أن لا شيء يخفف من آلامه سوى العلاج الطبيعي، وما يزيد من قلقنا عليه هو أنه يعاني من ارتفاع في ضغط الدم".
يقبع الأسير عياط في سجن ريمون، وقد ألم به هذا الوضع الصحي القاسي منذ إضراب الكرامة الذي خاضه الأسرى عام 2017، وكان الأسير عياط منهم، فمنذ ذلك اليوم لم تهدأ آلام قدمه ويده ومفاصله.
المنع الأمني
شقيقة الأسير عياط أكدت على أن ما يؤلم العائلة أيضاً هو أن كامل أفرادها ممنوعون أمنياً من الزيارة، فقد مرت ثلاثة أشهر على زيارة شقيقها الأخير، ولم يحصلوا على تصريح زيارة بعدها، وهم حين يحصلون فيحدث ذلك مرةً في العام، وبعد غيابٍ عنه لفترةٍ طويلة يرونه فقط من خلف الزجاج ولدقائق معدودة لا تكفي لسرد أحداث حياتهم.
تصف شقيقة الأسير عياط شقيقها بالإنسان الحنون الطيب، تقول" نفتقده في كل فرصة فرح، تزوج أشقائي وشقيقاتي ولم يشاركنا فرحتنا، رغم أنه الأوسط في أخوتي إلا أننا نعتبره الأخ الأكبر، يسعى لمعرفة أخبارنا بشكلٍ دائم، ويحل لنا مشاكلنا من داخل السجن رغم أن من واجبنا نحن أن نحل له أموره، لكنه ولشدة حنانه علينا يشاركنا حياتنا لحظة بلحظة حتى وهو بعيد".
الأسير عياط ورغم ظروف أسره وعزله مراتٍ عدة لا تتذكرها عائلته وقمعه وضربه خلال أحداث السجون الكثيرة، إلا أنه تمكن من اجتياز امتحان الثانوية العامة، فقد كان بعمر ال23 عاماً حين اعتقل وكان في أوج مستقبله فأكمل امتحانات الثانوية وقرر إكمال دراسته، وهو يدرس تخصص الخدمة الاجتماعية الآن.
لا تزال شقيقة الأسير عياط تتذكر جيداً ظروف اعتقاله، كان جنود الاحتلال قد منعوا التجول في المخيم في تلك الليلة وقد داهموا منزلهم واعتقلوا شقيقها من داخل المنزل بتاريخ 24/5/2003، وبعد سلسلة من المحاكم أصدر بحقه حكمٌ بالسجن المؤبد مدى الحياة، حيث وجهت له تهمة إطلاق النار على مواقع للاحتلال، والاشتراك في تنفيذ عملية استشهادية، كما واتهم بالانتماء لخلايا تابعة لسرايا القدس.