قالت الأسيرة المحررة سوزان العويوي من الخليل بأن إدارة سجون الاحتلال تحاول طمس وإلغاء كل ملامح الحياة لدى الأسيرات في السجون بالممارسات القمعية والإجرامية بحقهن، وأضافت في حديثٍ لمراسل مكتب إعلام الأسرى بأن أوضاع الأسيرات في سجن الدامون مأساوية، وهناك حالة استقواء من الإدارة على الأسيرات، لمحاولة سحب الانجازات وكتم الفرحة عنهن، وفرض إجراءات صارمة غير متعارف عليها في السجون.
ونوهت العويوي إلى أنه ومع قدوم رمضان تزداد المعاناة، مع عدم وجود مطبخ عام للأسيرات لإعداد الإفطار، والاقتصار على البلاطة وهي بطيئة جداً وتحتاج وقت طويل لإنضاج الطعام، مما يؤدي إلى رفع حرارة الغرفة بشكل كبير، ومع ارتفاع نسبة الرطوبة وإغلاق الغرف تزداد الأوضاع سوءاً.
المحررة العويوي أوضحت بأنه ومع وجود حمامات الأسيرات خارج غرف السجن، يتم استخدامها وقت الفورة التي مدتها أربع ساعات يومياً، يتم خلالها الاستحمام والطبخ والغسيل وكل ما تحتاجه الأسيرات من جوانب الحياة، وباقي اليوم إذا احتاجت الأسيرات للخروج للحمام يجب أن تقدم طلب للإدارة تتم الموافقة عليه أو الرفض.
وأضافت بأن الاحتلال لا يزال يرفض توفير مكتبة للأسيرات، أو غرفة خاصة للدراسة، كما تمنع الافطارات الجماعية، وصلاة التراويح، والتنقل بين الغرف لتلبية زيارة الأسيرات بعضهن البعض، كما تمنع الأسيرات من عمل حلقات عامة، والتجمع وإن حصل ذلك تتدخل الإدارة لفضها، ومؤخراً وافقت الإدارة على صلاة التراويح جماعة في ساحة الفورة، ولكن اشترطت أن تكون تحت المراقبة مع وجود كاميرات وقد رفضت الأسيرات الاقتراح وفضلن الصلاة داخل الغرف.
المحررة العويوي أشارت إلى أن عدد الأسيرات وصل إلى ٤٣ أسيرة يقبعن في سجن الدامون، منهن ٢١ أسيرة أم، ٧ جريحات يعانين من إهمال طبي كبير، وبعض الأسيرات ما زالت الرصاصات مستقرة في أجسادهن، والإدارة ترفض تقديم العلاج لهن، فالأسيرة أمل طقاطقة تعاني من بقايا شظايا في جسدها، والإدارة ترفض إخراجها، فمن شدة الألم تقوم بسحب الشظايا بنفسها.
السجانات بوصف العويوي يتعمدن توجيه إهانات بشكل مستمر إلى الأسيرة البطلة وفاء مهداوي، وهي والدة الشهيد أشرف نعالوة، ويتعاملن معها بشكل مهين بهدف الانتقام لما فعله ابنها، وقد تعرضت للضرب عدة مرات، ثم كانت تُرفع دعوى عليها بأنها هي المعتدية، كما أنها تعاني من عدة أمراض، ولا يتم تقديم العلاج لها.
وقالت العويوي في حديثها لمراسل مكتب إعلام الأسرى أن الأسيرات في معركة يومية مع إدارة السجون التي تستهدف أي فرحة أو إنجاز أو بادرة أمل عند الأسيرات، وتحاول بكل الطرق طمس أي ملامح للحياة لديهن، وتفرض واقع كئيب على الأسيرات، لكنهن يواجهن السجان بتوحدهن لتحقيق المكاسب، وليصنعن فرحة من اللاشيء، وحياةً داخل السجن وأسواره.
ووصفت المحررة العويوي حال الأسيرات الأمهات بأنهن يعانين من حالة فقد شديد لأبنائهن، ففي كل مناسبة يزداد الشوق، ويفتقدن أبنائهن في كل لحظة ويستذكرن الجلسات العائلية وأجواء شهر رمضان، وقد نقلت عن الأسيرات مطلبهن بضرورة زيادة التضامن الشعبي مع قضيتهن وإسماع صوتهن ومعاناتهن للعالم.
جدير بالذكر أن سلطات الاحتلال كانت أفرجت عن عضو مجلس بلدية الخليل سوزان عبد الكريم العويوي(40عاماً) وهي أم لأربعة أبناء، وذلك بعد أن أمضت عاماً في سجون الاحتلال، حيث اعتقلت في شهر يونيو من العام الماضي، وتعرضت لتحقيقٍ قاسٍ في مركز توقيف وتحقيق عسقلان، وجرى تمديد اعتقالها عدة مرات قبل إصدار حكم نهائي بحقها مدته عام وإطلاق سراحها يوم الاثنين الماضي.