يواصل الأسير حسن العويوي (35 عاما) من مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة إضرابه المفتوح عن الطعام لما يقارب الشهر رفضا لاعتقاله الإداري، حيث تعيش عائلته أياما قاسية وتسعى لمعرفة أي شيء عنه دون فائدة.
ويقول والد الأسير في حديث لـ مكتب إعلام الأسرى إن نجله كان اعتقل في الخامس عشر من كانون الثاني/ يناير الماضي بعد اقتحام منزله في المدينة، ثم ودون تهمة ولا مبرر تم تحويله للاعتقال الإداري.
ويوضح الوالد بأن مخابرات الاحتلال التي تتحكم في حرية الأسرى وسنوات حياتهم وتعتقلهم دون مبرر أدت سياستها هذه إلى إعلان العديد من الأسرى إضرابهم المفتوح بينهم نجله حسن، علما أنه متزوج ولديه ثلاثة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر 13 عاما.
ويعرب الوالد الصابر عن قلقه الشديد وقلق العائلة حول صحة نجله في ظل عدم وجود أي معلومات حول مكان تواجده، حيث أخبرهم بعض الأسرى المحررين قبل عدة أيام أنه نقل من أقسام سجن النقب إلى عزل في مستشفى سجن الرملة دون أن يتسنى لهم التأكد من الأمر.
ويضيف:" أنا أعاني من المرض وأوجاعي تزداد قلقا وخوفا على ابني، فلا نعلم عنه شيئا ولا ندري كيف هي صحته، بينما يعاقبنا الاحتلال بعدم معرفة مكان تواجده واعتقاله ولا يسمح للمحامين بزيارته".
ورغم ما مر به الأسير حتى الآن إلا أن الاحتلال يعاقب عائلته بمنعها من معرفة أي معلومة عنه، وهو بذلك يعاقب الأسير ويحاول إرغامه على فك إضرابه دون مقابل.
اعتقال كيدي
وكان الأسير العويوي اعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال، بحيث لا يسمح له البقاء مع عائلته أكثر من ثلاثة أعوام ويتم اعتقاله من جديد دون تهمة، فهي ليست المرة الأولى له في الاعتقال الإداري.
وتقول زوجته لـ مكتب إعلام الأسرى إن زوجها كان اعتقل عدة مرات أمضى نصفها في الإداري، بينما حين اعتقل وبعدها أبناء عمومته تم تهديده بطريقة غير مباشرة بأن يمضي عامين كاملين في الاعتقال الإداري وهو ما دفعه لإعلان إضرابه، حيث أنه تبين له بأن اعتقاله كيدي ويريد الاحتلال مجرد إلحاق الأذى به وخنق حريته.
وتضيف:" حسب ما أخبرنا به الأسرى المحررون فإن زوجي فقد من وزنه أكثر من 20 كغم وهو بالأصل لا يتمتع بصحة جيدة حيث أن جسده حساس لأي مرض ويشعر بالتعب فورا، ولكن كرامته أهم لديه من كل هذه الأمور ويسعى لتحصيل حريته بأي ثمن".
وتبين الزوجة بأن الحياة فُقدت من منزلها منذ اعتقال زوجها ولكن مع إعلان إضرابه عن الطعام فلم يعد فيها طعم لشيء، حيث تعيش أياما ملأى بالحزن والقلق على صحة زوجها.
وتناشد الزوجة كل المؤسسات الحقوقية بضرورة التدخل ومساندة الأسرى المضربين، إضافة إلى تنظيم الوقفات والمسيرات كي يضغط الشارع على الاحتلال لتلبية مطالبهم في ظل استمرارهم بهذا النوع من المقاومة الذي لا يملكون فيه سلاحا إلا أمعاءهم.