من جديد يثبت سلاح الأسرى الرافض للاعتقال الإداري المقيت، فأعمارهم لم تعد لعبة بيد المخابرات الصهيونية تنتهك أيامها متى شاءت وتحبس أنفاسها بمزاجها متى أرادت، ليخرج هذا السلاح من جديد فيحطم أسطورة "الشاباك" وتنتصر الأمعاء الخاوية على جبروته.
الأسير محمد هاشم الهيموني (36 عاما) من مدينة الخليل عانى ما عاناه مع الاحتلال؛ فهو أسير سابق وشقيق لشهيد وأسير وآخر مبعد، لترتبط خيوط المعاناة على والدته التي تحلم بيوم حرية قريب.
وتقول لـ مكتب إعلام الأسرى إن قوات الاحتلال اعتقلت نجلها في الخامس والعشرين من فبراير الماضي بعد اقتحام منزله، حيث تعرض لضرب مبرح في المعسكر القريب على المدينة وهو مقيد اليدين ومعصوب العينين، ثم تم توقيفه لعدة أيام وإصدار الحكم الإداري عليه لأربعة أشهر دون أي تهمة.
لم يكن هذه المرة الملف السري هو الحاضر لتحويل الأسير للاعتقال الإداري، بل "ثأر شخصي" ابتكره أحد ضباط قوات الاحتلال!
وتوضح والدته أم باسل:" قبل اعتقال محمد بأسبوعين تم استدعاؤه لمقابلة المخابرات الصهيونية وهناك قال له أحد الضباط إن ابني الآخر الأسير يحيى والمحكوم بالسجن المؤبد والذي يتهمه الاحتلال بالتخطيط لعملية ديمونا الاستشهادية المزدوجة تسبب في مقتل صديقته بالعملية وبالتالي هو لديه ثأر شخصي ضد العائلة وسينتقم منه، ظننا أنه مجرد تهديد ولكن جاء الاعتقال بعد أسبوعين".
حين تيقن الأسير بأن اعتقاله كان لمجرد الحقد أشهر سلاحه البسيط وهو الإضراب عن الطعام حتى إنهاء الاعتقال الإداري رافعا شعار الحرية ثم الحرية.
وتشير الوالدة إلى أن الأسير دخل شهره الثاني في الإضراب ولكن الاحتلال يرفض نقله من أقسام الأسرى وذلك ضمن سياسة جديدة بات يتبعها معهم كي يضغط على المضربين ليوقفوا إضرابهم، ولكن الأسير الهيموني أكد أنه سيضرب عن الماء إذا استمر الاحتلال بابتزازه.
معاناة ممتدة
الأسير الهيموني كان أمضى ثمانية أعوام في سجون الاحتلال على مرحلتين الأولى لمدة أربع سنوات ونصف والثانية لمدة ثلاث سنوات ونصف، وتحرر قبل خمسة أعوام، بينما تعيش بناته الأربعة حالة مأساوية من الانتظار بعد تغييب والدهم في الأسر.
وتبين أم باسل بأن طفلات الأسير والتي يبلغ عمر أكبرهن تسع سنوات؛ يعشن حياة ملأى بالمعاناة ويبكين على فراق والدهن، بينما زوجته الحامل تنتظر مولودا جديدا وهي في قمة الأسى على حال زوجها.
وكان الاحتلال استدعى والدة الأسير قبل عدة أسابيع وهدد من خلالها نجلها الأسير المحرر باسل المبعد إلى قطاع غزة، بينما لديها نجل آخر مريض بالسرطان كان الأسير محمد يتابع علاجه.
وتؤكد الوالدة الصابرة بأن الأسير خسر حتى الآن 16 كغم من وزنه وبعاني من آلام في مفاصله ولا يستطيع الوقوف بمفرده، لافتة إلى أن نجلها الأسير المؤبد يحيى تعرض للقمع مع الأسرى في سجن ريمون قبل أسابيع.
وتختم قائلة:" نناشد المؤسسات وكل من له ضمير أن يساعد ابني في معركته وأن يضغط على الاحتلال كي ينهي معاناته، فنحن تجرعنا الوجع عدة مرات وما زلما نقاسي همّ الاحتلال".