لم يكن تاريخ العاشر من فبراير للعام 1976 تاريخاً عادياً، فقد أشرقت الشمس على ولادة بطل من الأبطال الذين لا يشق لهم غبار، فمظهره الوديع وهدوئه غير العادي جعل الجميع يستغرب ما قام به من عمليات، ومقارعته الاحتلال، وإذاقته الويلات إلى أن ترجل فارساً بعد اعتقاله عام 2003.
هو الأسير علي حسن عبد الله الرجبي(43عاماً) ولد في منطقة تسمى جبل جوهر قريبة من الحرم الإبراهيمي، وتربى تربيةً طيبة، بيته يقع بالقرب من مستوطنة كريات اربع، يمر المستوطنين والجيش من أمام منزله بشكل مستمر، فيرى عربدتهم وطغيانهم وممارساتهم بحق أبناء شعبنا، مما أثَّر في نفسه كثيراً، وكان سبباً في رسم شخصيته، مكتب إعلام الأسرى يعرض محطات من حياة الأسير الرجبي قبل الاعتقال وبعده.
تربيته ودراسته
ينحدر الأسير الرجبي من عائلة مجاهدة، فقد تعرض جده للاعتقال في عهد الاحتلال البريطاني لمدة ثماني سنوات؛ بتهمة مقاومة الاحتلال، ويعتقل الاحتلال شقيقه محمد باجس منذ العام 2002، حيث يقضي حكماً بالسجن المؤبد، إضافة إلى 12 عاماً؛ بتهمة الانتماء لكتائب القسام.
الأسير الرجبي درس في المدرسة الإبراهيمية بجانب الحرم الإبراهيمي، ولكنه ترك المدرسة باكراً بطلب من المدرسة بسبب مشاغباته اليومية مع قوات الاحتلال، فقد كان يشارك منذ صغره في المواجهات مع الاحتلال والمستوطنين بإلقاء الحجارة والمولتوف، وكان عمره لا يتجاوز 14 عاماً.
تزوج الأسير الرجبي في سن صغير، وهو ابن الواحد والعشرين عاماً وأنجب ثلاث أبناء، أكبرهم ابنته براء وكان عمرها ثلاث سنوات عند اعتقاله، والابن الثاني هو الحسن وكان عمره سنتان، والثالث قسام، وكان عمره سنة واحدة، وخلال وجوده في السجن تزوجت براء وأنجبت وأصبح الأسير الرجبي جداً.
سجله النضالي
بعد اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر من العام 2000، التحق الأسير الرجبي بمجموعات كتائب القسام في الخليل، وشارك في العديد من العمليات البطولية، وكان مسؤولاً عن تجهيز عدد من الاستشهاديين، من بينهم منفذ عملية حيفا عام 2003، الاستشهادي محمود القواسمة.
بتاريخ 9/3/2003 اعتقل الاحتلال الأسير الرجبي، ومكث في تحقيق عسقلان مدة شهر ونصف، ثم نقل إلى مركز تحقيق نفحة، وتعرض خلال التحقيق لأبشع أنواع التعذيب، وأصيب بالتيبس في العمود الفقري، وبآلام شديدة في الظهر، كما سقطت بضع من أسنانه، بسبب إحدى لكمات المحققين على وجهه.
بعد تأجيل محاكمه عشرات المرات، أصدرت محكمة عوفر العسكرية بحقه حكماً بالسجن المؤبد 18 مرة، وتضمنت لائحة الاتهام الخاصة به 31 بنداً، أبرزها الانتماء إلى كتائب القسام، والتدريب على السلاح، والمسؤولية عن إعداد وإرسال الاستشهاديين، الأمر الذي تسبب بمقتل وإصابة العشرات من المستوطنين والجنود.
تلقى الأسير الرجبي الحكم بمعنويات عالية وإرادة قوية وثقة بأنه لن يمكث طويلاً داخل السجون، حتى عندما لم يتحرر في صفقة وفاء الأحرار لم يزعزع ذلك ثقته بالله عزوجل وبالمقاومة، فقال بأنه سيتحرر في المرة القادمة، واستثمر فترة وجوده في السجن بكل لحظة، فقد أكمل دراسة التوجيهي وتمكن من حفظ القرآن الكريم، وحصل على السند المتصل عن رسول الله.
تقول زوجة الأسير الرجبي، أم الحسن، لمكتب إعلام الأسرى" إننا نفتقد علي في كل المناسبات، ولكن ثقتنا بالله عالية بأنه سيتحرر في يوم من الأيام، ورغم أنه معتقل إلا أنه يرفع من معنوياتنا دائماً، ويشاركنا الفرحة من داخل سجنه، فجميع أخواته تزوجن وهو في السجن، ونجله حسن عقد قرانه، إضافة إلى وفاة العديد من الأقارب، منهم جدته".