علامة الفرح، تقول إحدى الأسيرات المحررات واصفةً مشهد استقبال قرية كوبر الأبية لأم البلاد المحررة سهير البرغوثي" ما أجملكم يا أهل كوبر، ما أروع عزفكم على وتر المقاومة، مبدعين سباقين في كل شيء، حتى استقبالكم للأسرى يثقل قلوب الأعداء ويوازي وقع عملياتكم البطولية، أجزم بذلك، يا من رفعتم أم عاصف فوق الأكتاف فقد أنزلتم بذلك العمل رؤوساً تطاولت وتمادت عليها في أقبية التحقيق، أرادوا لها أن تخرج من أسرها مكلومة ومكسورة لكن أنى لهم ذلك، دندناتكم يا أهل كوبر جميلة ورصاصمم أجمل".
منذ أشهر، على الأقل لمن لا زال لديهم فسحة من وقت لأسراهم وشهدائهم، أصيب الشارع الفلسطيني بعدوى الغم، في أعقاب اعتقال الحاضنات والمربيات أمهات الشهداء، المحررة شهير البرغوثي والدة الشهيد صالح البرغوثي، والموقوفة وفاء مهداوي والدة الشهيد أشرف نعالوة، واللواتي اعتقلن في أعقاب تنفيذ نجليهما لعمليات موجعة للاحتلال، ابنيهما اللذان أصبحت أسماؤهم محفوظة في قلب كل كبير وصغير ترافق عبارات متخفية في قرى الضفة، أشرف نعالوة وصالح البرغوثي الشخصيتان اللتان أعطتا شعبهما أملاً بأن نفس المقاومة هنا لا زال موجوداً.
مقدار المحبة التي يكنها الشعب الفلسطيني لهاتين الشخصيتين يتضاعف حين يتعلق الموضوع بوالدتيهما، أمهات بحجم وطن اعتقلتا في صورة تخالف كل الأعراف والقوانين الدولية، اليوم ومع صدور قرار الإفراج عنهما يفرح الشارع الفلسطيني أيما فرح كأن أمهاتهم كن قيد الأسر وأكبر.
مكتب إعلام الأسرى يسلط الوضوء على فرحة أبناء الشعب بحرية الأم سهير البرغوثي والأم وفاء مهداوي، وعلى وجه الخصوص فرحة عائلات الأسرى والأسيرات ذات المذاق الخاص، لأن تحرر أم عاصف وأم أشرف يعني أيضاً أخباراً ستصل من بناتهم من داخل سجن الدامون.
يقول والد الأسيرة أنسام شواهنة، ناصر شواهنة" تحرر كل أسيرة هو إنجاز، وتناقص أعداد الأسيرات أيضاً يعتبر إنجازاً يشيع الفرحة في قلوبنا، إلا أن الإفراج عن أم عاصف وعن الأسيرة أم أشرف نعالوة كان بالنسبة لي فرحة لا توصف، ففي الزيارة الأخيرة شاهدت بأم عيني كيف يتم معاملة الأسيرة أم أشرف نعالوة من قبل مصلحة السجون، وعندما تحدثت معها شعرت بأنها أسيرة تحمل هموماً كالجبال".
يضيف شواهنة" الجميع حاول في زيارته للأسيرات التخفيف عنها بمواساتها، وقرار الإفراج عنها سيخفف عنها مصابها، وشخصياً عند سماعي خبر الإفراج عنها خلال الأسبوع القادم لم تسعني الفرحة".
الاحتلال أصدر قراراً يقضي بالإفراج عن الأسيرة أم أشرف في الأيام القادمة بتاريخ 13/3/2019، في حين أفرج عن الأسيرة أم عاصف قبل أيام.
زوجة الأسير المهندس عباس السيد، إخلاص صويص علقت على قرار الإفراج عن أم أشرف وأم عاصف بالقول" قرار الإفراج عن أم عاصف وعن أم أشرف له وقعٌ لا يوصف في حياتنا كفلسطينيين، فالشعب الفلسطيني ذاق ويلات الأسر، ويعرف معنى اعتقال امرأة مسنة ووالدة شهيد أو أسير، لذا الفرحة كبيرة بحجم التضحيات الجسام".
تضيف صويص" أنا متأكد أن فرحة الإفراج كان لها الأثر الطيب في الشارع الفلسطيني الذي يقدر ويحترم أسراه، من يدفعون فاتورة العمر الباهظة داخل باستيلات مؤلمة يمكن وصفها بمدافن الأحياء، وأنا أعلم أن الأسيرتين أم عاصف وأم أشرف سيرويان قصتهما وسيصدم الجميع منها، فهذا الاحتلال لا يرحم، وأجهزته الأمنية تستقوي على نساء من كبار السن وعلى أطفال".
وتقول زوجة الأسير رائد الحوتري، المربية أسماء الحوتري" الكل حمد الله تعالى على هذه البشرى، فما جرى لعائلة الأسيرتين يمكن وصفه بالمصاب الجلل، فتهمة أم عاصف وأم أشرف فقط أنهما أنجبتا عاصم وأشرف، حتى علاقة الأمومة أصبح الاحتلال يحاسب عليها، وكأن الأمر أصبح مخالفاً للقانون أن تكون هناك صلة قرابة بالأسرى، ويكون العقاب، الأسر والاعتقال والحبس المنزلي".
مواقع التواصل الاجتماعي كان لها السبق في نشر التعليقات وصور محطة الإفراج عن أم عاصف البرغوثي والتي مكثت شهراً في الأسر، نشطاء علقوا على حالة فرح الشارع الفلسطيني، يقول الناشط عيسى وهدان" الإفراج عن أم عاصف بمثابة عيد وطني بامتياز، فهي والدة كل ظواهر النضال الفلسطيني من أسر وشهادة ومطاردة، ومن حق الجميع أن يفرح لمثل هذه المحطة" ، أما الناشط عبد الله دويكات فقد علق قائلاً" نحن أمام قامات وطنية جسدت الانتماء بالفعل والقول معاً، وأنا وغيري شعرنا بتسونامي فرحة لا يوصف لنبأ الإفراج عنهما".