أفاد القيادي المحرر رأفت ناصيف(50عاماً) من سكان مدينة طولكرم بعد يومين من تحرره أن الأسرى أصبحوا مادة تحريضية بين الأحزاب السياسية، والحركة الأسيرة قوية في مواجهة أي إجراءات قد تحاول مصلحة السجون تطبيقها.
وأكد ناصيف على أنه أمضى في سجون الاحتلال على عدة فترات مختلفة تقدر بـ 15 عاماً، وفي اعتقاله الأخير الذي استمر أربعة أشهر إدارية، شاهد كيف يتم التضييق على الأسرى وشاهد الاعتقالات والتنغيص وهي الأساليب التي أصبحت ممنهجة لدى مخابرات الاحتلال، فالتغول في سحب الانجازات، والعقاب الجماعي، وحرمان الأسرى من حقوق أكدتها اتفاقية جنيف، كلها ممارسات تؤكد السمات الرئيسية في تعامل الاحتلال مع الحركة الأسيرة.
وأضاف ناصيف"الاحتلال يضع أشخاصاً في قائمة معينة للتنغيص عليهم في الاعتقال وتغيبهم في السجون، فضابط المخابرات الإسرائيلية عندما اعتقلني قبل أربعة أشهر قال لي عبارة مازلت أتذكرها " فترة وجودك في الخارج انتهت "، وهذه الجملة تستخدم مع العديد من الأشخاص من كافة التنظيمات".
يوضح ناصيف"هم يخشون من تأثير البعض على الخارج، وبالتالي يكون الاعتقال والتغييب الوسيلة الأنجع لمنع هذا التأثير، وهذه السياسة عنصرية، أن يتم اعتقال شخص في اعتقال إداري لشبهة التأثير على محيطه، وهنا تكون جريمة إضافية يتم ارتكابها بحق المئات من الأسرى بهذه الشبه العنصرية، فدولة الاحتلال أصبحت في هوس أمني، تخشى من كل شيء، والكثير من المعتقلين يعتقلون بسبب هذه الشبهة وهي شبهة التأثير، فالشخص يدفع ثمناً غالياً من خلال هذا التفكير العنصري، حتى أن قضاة المحاكم العسكرية بالرغم من تحيزهم للمخابرات الإسرائيلية إلا أنهم يحتارون من وجود ملفات أمامهم لا يوجد فيها أية مخالفات أمنية حسب معاييرهم".
وحول أوضاع الأسرى قال ناصيف" الأسرى ينتظرون الأسوأ من قادة الاحتلال، وهم يطالبون بتوفير الحماية القانونية لهم والتقدم لمحكمة الجنايات الدولية لإدانة الاحتلال في تعامله مع الأسرى والحركة الأسيرة بشكل عام، فهناك عائلات كاملة في الأسر، مثل عائلة حمارشة حيث كان الأب ونجليه وبعض الأقارب، والآن معظم عائلة البرغوثي في الأسر، وقد تكرر وجود الأب ونجله في الأسر".
يرى ناصيف أن اعتقال العائلات أمرٌ خطير من الناحية النفسية والاجتماعية، يقول" هناك تفريغ للعائلات الفلسطينية وزجها في السجون وتفريغ للطاقات الاجتماعية وعزلها في السجون، وهذه السياسة أصبحت خطيرة على الفلسطينيين، ويجب التنبه لها وإعطاء مساحة لها في الفضاء القانوني والإنساني والإعلامي، فالاحتلال لا يتورع في تجسيد هذه المشاهد بشكل يومي في حياة الفلسطينيين الذين يعانون من الاعتقال والاقتحام بشكل يومي، فهذه إرهاب منظم".