لا تزال الأسيرة الكاتبة لمى خاطر، والأم لخمسة أبناء، من سكان الخليل، تتواجد في سجن الدامون، منذ اعتقالها في الرابع والعشرين من شهر تموز الماضي، ولم تتوقف عن كتاباتها داخل السجن ورغم ظروف الاعتقال المأساوية، ومحاولة مصلحة السجون نقلها باستمرار، فقد كانت في سجن هشارون، وتم نقلها إلى سجن الدامون.
زوجها المحرر حازم الفاخوري يتحدث عن تجربتها الاعتقالية لمكتب إعلام الأسرى، يقول" رغم أن الفترة التي مرت على زوجتي الأسيرة "أم أسامة" داخل السجون الصهيونية ليست كبيرة مقارنة مع أقرانها، ورغم قلة معرفتها بالسجون وأحوالها قبل الأسر، إلا أنها استطاعت وفي فترة قصيرة جداً قراءة وفهم واقع السجون، وتفكيك أحجية حل الإشكاليات داخلها، فزوجتي لمى شخصية مؤثرة وفاعلة، وتسعى دائماً للتغيير نحو الأفضل، وهي لديها قدرة كبيرة على حل الإشكاليات، وتأليف القلوب وردم الهوة، وتقريب المسافات بين جميع الأسيرات دون تمييز.
يضيف زوج الأسيرة الفاخوري" زوجتي الأسيرة لمى لا تقبل أن تقف مكانها دون أن يكون لها دور في تغيير محيطها نحو الأفضل، من أجل ذلك كله تم انتخابها في الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون، بالرغم من قصر مدة اعتقالها، فهي ثورة أينما حلت تصنع التغيير".
ويتابع الفاخوري حديثه" خلال زيارتي لها داخل السجن أيقنت أن زوجتي صاحبة همة في محيط الأسيرات كافة، فهي تسعى دوماً إلى مساعدتهن وزيادة جسور المحبة بينهن، وهذا ما يقلق السجان الذي يراقب تحركات زوجتي الأسيرة الكاتبة وهي لم تتوقف عن الكتابة والتأليف، إلا أنها لم تخرج أياً من أعمالها لغاية الآن".
يوضح زوج الأسيرة خاطر بأن أولادها الخمسة يفتخرون بها وهي التي دخلت السجن لمواقفها القوية الداعمة لقضية فلسطين، مشيراً إلى أن الاحتلال لا يستطيع قصف قلمها مهما كانت الإجراءات، وبأنها قامة من قامات الوطن الشامخة.
بيسان، الابنة الكبرى للأسيرة لمى خاطر، زارت والدتها في المحكمة قبل يومين، تتحدث لمكتب إعلام الأسرى عن لحظات الزيارة السريعة قائلة" في محاكم الاحتلال، يُمنع ذوي الأسير من الاقتراب من أسيرهم، ويُفصل بينهم بحاجز حديدي، ويوم أمس في محاكمة والدتي وفي الدقائق الأخيرة من المحكمة، كان بيني وبين أمي مسافة كافية لأستطيع السلام عليها باليد فمدَّت أمي يدها لتسلِّم علي، ومددت يدي والدموع الممتزجة بضحكة وداعي لها لا تفارقني، حتى جاء الشرطي مسرعاً ليفصل يدي عن يدها بقوة، ما استفز أمي وجعلها تصرخ في وجهه بنبرةٍ غاضبة قائلة: تمدّش إيدك عليها.
تضيف الطالبة الجامعية بيسان والتي أجّلت دراستها الجامعية لرعاية أشقائها" منذ مدة طويلة، كانت هذه المرة الأولى التي رأيتُ فيها ملامح أمي غاضبة بهذا الشكل، والمرة الأولى التي أرى بها غضبها حناناً يدفئ قلبي الذي عصفَت به رياح الغياب، المرة الأولى التي أرى فيها نبرة غضبها صوتاً مفعماً يهمسُ لقلبي بشكلٍ ما "أحبكِ".
تختم بيسان حديثها بالقول" لعلّنا حتى الآن لم نستطع أنا وأمي التعبير عن مدى شوقنا بشكلٍ كافٍ كلما التقينا، لكنّها اليوم عبّرت لي عن شوقها بغضبها الحاني، بقلبها الثائر لأجل قلبي، بعنادِ عينيها التي تتطّلع للحريّة مع كل إشراقة شمس، لتتبعها ضحكتي موّدعةً وصوتي قائلاً: يلا سلام يمّا ديري بالك على حالك".