اعتبرت عائلات الأسرى قرار سلطات الاحتلال بمنع دخول الأطفال دون سن ال16عاماً والذين لا يحملون بطاقات شخصية لمحكمة سالم العسكرية، للمشاركة في جلسات المحاكم العسكرية لذويهم عقوبة إضافية تفرضها مخابرات الاحتلال بحقهم وبحق أبنائهم الأسرى.
ففي كل يوم تُعقد جلسات للمحاكم في محكمة سالم، وتأتي إليها عائلات الأسرى من شمال الضفة الغربية، فمحكمة سالم مخصصة للمعتقلين من مدن شمال الضفة الغربية، في حين محكمة عوفر لمدن الوسط والجنوب .
وفي حديثٍ لمكتب إعلام الأسرى مع عائلات الأسرى حول القرار الأخير الذي سيبدأ العمل به في العشرين من شهر كانون ثاني المقبل، بينوا أن رحلة محكمة سالم ليست بالسهلة، ومع ذلك أكدوا بأنهم يحتملون كل المعاناة لمشاهدة الأسرى عدة دقائق بدون كلام، ووجود الأطفال معهم مهم لنفسية الأسير.
عائلة الأسير عمار حماد من قلقيلية، قالت لمكتب إعلام الأسرى" ابننا معتقل منذ أكثر من عام، وزيارته في محكمة سالم تخفف علينا وعليه، وأشقائه التوائم عيسى ومريم ينتظرون زيارة محكمة سالم دائماً، وهذا القرار سيجعلهما في دائرة المنع بالرغم من صغر سنهما، ولا نعلم ما هو الخطر الذي يشكله هؤلاء الأطفال".
وعلّقت عائلة الأسير صالح أبو صالح على قضية حرمان الأطفال من دخول المحاكم فقالت" إن لديه أطفال مرضى بالكلى وعدم السماح لهم بحضور جلسات المحكمة يزيد من معاناتهم، ففي الزيارة الرسمية في السجن لا يستطيعون زيارته؛ لطول الرحلة والمعابر الأمنية، بينما محكمة سالم رحلتها أخف من حيث الإجراءات، بالرغم من وجود معاناة".
المحامي وسام اغبارية من الداخل الفلسطيني قال لمكتب إعلام الأسرى" محكمة سالم بهذا القرار تريد عزل أطفال الأسير عنه، فقوانين المحكمة داخل الجلسات تحظر على عائلة الأسير الحديث معه إلا بإذن من القاضي ويكون لبرهة من الزمن والحرمان حتى من هذه اللحظة القصيرة جداً سيكون له الأثر السلبي عليهم، فرؤية الأسير لأطفاله تخفف من وطأة السجن عليه وخصوصاً أن تصاريح الزيارة تمنح للأسير بعد فترة طويلة من الاعتقال، والأهل دائماً يريدون الاطمئنان على الأسير في بداية الاعتقال، وحضور جلسات المحكمة في سالم توفر لهم هذه الفرصة، بالرغم من خضوعهم إلى إجراءات قاسية".
عائلة المعتقل د.محمد سامح عفانة من قلقيلية، قالت" لدى ابننا الأسير ثلاثة أطفال، واختطافه من بينهم فجأة يعتبر أمراً ثقيلاً، ورؤيته في محكمة سالم في قادم الأيام تخفف عليه وعلينا، ونحن نخشى أن يتم تطبيق القرار الذي سمعنا به فلا يتمكن أطفاله من رؤيته، في حين جميع أطفاله ولدوا وهو في الأسر".
زوجة الأسير المريض لؤي فريج، أم العبد من قلقيلية قالت" زيارة أطفالي لوالدهم الأسير في بداية الاعتقال كانت مهمة، فهي تخفف ألم الأسر له ولنا، وأتخيل الأمر بعد تطبيقه والمعاناة التي ستلحق بعائلات الأسرى وأطفالهم فهو قرار ظالم، وعلى جمعيات حقوق الإنسان العمل على إيقافه، فمن حق الطفل أن يشاهد والده ولو داخل المحكمة، فالزيارات شحيحة والعائلات الممنوعة من الزيارة أعدادها كبيرة، وزيارة محكمة سالم نافذة صغيرة تستفيد منها عائلات الأسرى".