الاحتلال ينتقم من بصيرة وقوة تأثر الشيخ الكفيف علي حنون بالاعتقال
الشيخ الكفيف علي حنون
إعلام الأسرى 

يتعمد الاحتلال تكرار اعتقال الشيخ الكفيف الأسير علي حنون من سكان البيرة، انتقاماً من بصيرته وقوة تأثيره، المحرر الأديب وليد الهودلي يتحدث عن الأسير الكفيف علي حنون، وهو من الرواحل والقامات القليلة في المجتمع الفلسطيني وممن يؤدون رسالتهم باستمرار.

يقول الهودلي" قرر الاحتلال قبل قرابة ثلاثين عاماً أن يمنع الناس من نورٍ خرج للناس من قلب الشيخ علي حنون، فساقوه إلى زنازينهم وأحكموا عليه قيده وأسدلوا عليه ظلامه، ومنذ ذلك الحين وهو يكرر التجربة، اعتقالاً يتلو اعتقال، إلا أن الشيخ يعرف طريقه تماماً فقد شقّ ظلام السجن بنور قلبه، وعكف على صناعة الرجال بتربيةٍ وتزكيةٍ من نوعٍ خاص، وصقل معرفي مستمد من معين قرآنٍ كريم وهديٍ نبوي متقدٍ بنور السماء، فقاد الفكرة والروح إلى حيث إرادة الأحرار وصياغة الأبطال".

يتابع الهودلي حديثه قائلاً" الاحتلال يرى أنه وباعتقال هذا الضرير حجب نوره من أن يصل الناس، لكن الشيخ وجه نوره إلى خير الناس في الزنازين والمعتقلات، فأنتج ما لا ينتجه وهو حرٌ طليقٌ خارج هذه المعتقلات، فالشيخ يحلق عالياً داخل زنازينهم إلى ارتفاعٍ لا يتمكن منه خارج السجون".

يرى الهودلي أن الاحتلال يظن أن سرّ بقائه وحفظ أمنه أن يكبِّل الأحرار أمثال الشيخ حنون، ولو كان ضريراً، والشيخ يدرك أن سرّ فناء الاحتلال هو بإصراره على مواجهة ظلمه وإمعانه في ساديته التي تبلغ مداها عندما تعتقل الشيخ الضرير، وهي ذاتها التي لا تراعي طفلاً ولا شيخاً ولا امرأةً ولا مسناً ولا مريضاً.

ويضيف الهودلي" الاحتلال يرى بأنه وبإجراءاته العقابية الجماعية، وأن تزر الوازرة وزر أخرى، وأن يهدم البيوت ويعتدي على الشجر والحجر، وأن يشنّع حياة الفلسطيني بالحواجز والمداهمات وكل أشكال التضييق، كل هذا من شأنه أن يردع الناس، وأن يحولهم إلى قطيع من الغنم يساقون إلى الذبح وقت ما شاء، ويرى أن إجراءات هذا الاحتلال تشعل روح التحدي والإصرار، وترفع من منسوب الشعور بالعزة والكرامة والارتقاء، وتشعل جذوة الجهاد والثورة، وتنفخ على لهيب صدور الأحرار الملتهبة، وهو يستقبل هذا العدوان بحقه بابتسامة المنتصر الواثق بأن هذا من شأنه أن يقصّر من أجل الظالمين البغاة".

وأردف الهودلي قائلاً" الاحتلال يرى أن يمعن في اعتداءاته، وأن يستمر على ذات النهج الذي ثبت فشله، وهو مصرٌ على أن لا يعيد النظر فيه أبداً، والشيخ أيضاً يمعن في الثبات على حق شعبه، ومصرٌ على أن لا يتنازل عن ذرة تراب من وطنه ذلك أنه على الحق والحق لا مساومة فيه، هم يصرون على عدوانهم وهو مصرٌ على حقه مهما بلغت التضحيات، والتاريخ وسنن الحياة تقول أن العاقبة دائماً للحق وأهله".

ولفت الهودلي قائلاً" الاحتلال يبصر تماماً الاختلال في موازين القوى المادية، وقد قاده هذا إلى الغطرسة وعمي بغروره، فأصبح لا يرى إلا نفسه على هذه الأرض، والشيخ يرى أن الله معه أولاً ثم أن هناك شعباً متشبثاً بأرضه ووطنه ثانياً، ومصرٌ على الدفاع عن حقوقه، ويرى كذلك مقاومةً قادرةً على أن تكون شوكةً في حلقه".

يختم الكاتب الهودلي حديثه بالقول" الشيخ يرى المستقبل القادم سيفاً صارماً على الطواغيت، يرى بنور قلبه وبصيرة عقله ما لا يرون بصلف غطرستهم وظلام أحقادهم، وهذه تعمي أبصارهم ولا تجعلهم يرون ما يرى الشيخ".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020