16 عاماً هي مقدار السنوات التي أمضاها الأسير عمار صبحي عثمان(42عاماً) من سكان بلدة سيلة الظهر، قضاء مدينة جنين، في سجن النقب الصحراوي، من حكمٍ مدته 21 عاماً بتهمة مقاومة الاحتلال.
مكتب إعلام الأسرى أوضح بأن سنوات الأسر لم تنل من الأسير عمار موسى، مكتب إعلام الأسرى نقل حديثاً عنه حول اهتمامه بتفاصيل القضايا العامة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني، يقول" الاحتلال يسعى دوماً إلى تحويل الأسير إلى شخص يعاني من الإحباط والاكتئاب، وأن يكون ضعيفاً لا حول له ولا قوة".
يضيف موسى" رغم ذلك استطاعت الحركة الأسيرة، أن تعمِّق الصلة بين الأسير والخارج، من خلال تراكم التجارب الطويلة منذ نشأة السجون، وذلك عبر توجيه الاهتمام بالقضايا الراهنة ومتابعتها من وسائل الإعلام المتاحة لدى الأسرى وتتمثل بالصحف المسموح دخولها إلى السجون أو الإذاعات المحلية التي يمكن التقاط بثها أو المحطات الأجنبية والإسرائيلية، فهذه بصمة نجاح، وبها يكون الأسير قادر على المتابعة بالرغم من الإجراءات الأمنية التي تزداد قسوة يوماً بعد يوم".
وتابع الأسير موسى" إبداعات الأسرى لا تتوقف في كافة المجالات، سواء بالمتابعة الإعلامية أو عبر إكمال الدراسة، فأي شخص ينظر إلى مواصلة الأسير تعليمه بنظرة عادية إذا لم يمر بتجربة الأسر، إلا أن الحقيقة تقول أن مواصلة الأسير للتعليم في ظل أوضاع السجون القاسية تعتبر معجزة، فالأسرى يتعرضون إلى الانتقام الدائم على يد وحدات القمع اليماز والمتسادا التي تحول الأقسام إلى خراب في دقائق معدودة".
يوضح موسى" في حملات التفتيش المتعمدة تندثر كتب الدراسة والأبحاث والأوراق العلمية، ويعود الأسير إلى مربع الصفر الأول، ليبدأ من جديد جمع أوراقه وأبحاثه وكتبه؛ لمواصلة التعليم والحصول على الشهادة العلمية، فالأسير يبني عقلية علمية داخل الأسر رغماً عن مصلحة السجون، وتوجهها في قمع الأسرى وعدم تهيئة الظروف الملائمة كي يواصلوا تعليمهم والذي جاء بعد إضرابات الحركة الأسيرة باعتبار التعليم حق وليس منَة من الاحتلال".
يتذكر الأسير موسى يوم اعتقاله بتاريخ 19/8/2003 جيداً، فقد كان بعمر ال26 عاماً، واليوم أصبح عمره 42 عاماً، وأمضى مرحلة الشباب خلف القضبان، وبالرغم من طول فترة الأسر إلا أن معنوياته عالية ولا يشعر بالندم على ما ضاع من عمره في سبيل الدفاع عن الوطن والمقدسات، فالفاتورة التي يدفعها الأسرى من أعمارهم تساوي الدماء الزكية للشهداء.
ويرى موسى بأن إنجازات الأسرى لا تتوقف عند محطة التعليم، فالمهارات المكتسبة متنوعة وكثيرة وناجمة عن تنوع الطاقات المتوقدة في شريحة الأسرى، والحركة الأسيرة الفلسطينية هي الحركة الأوسع في العالم والأكثر عطاء وتضحية، وهي مدرسة في تحقيق الإنجازات على صعيد التنمية للأسير ولعموم الأسرى".
ولفت الأسير عمار موسى إلى قضية تواصل الأسرى مع الخارج قائلاً" وسائل الإعلام الإسرائيلية عندما تعد تقريراً عن الحركة الأسيرة للمجتمع الإسرائيلي، تصدم من ثقافة الأسرى ومعرفتهم بتفاصيل القضايا، وبأن لهم رأياً في قضايا ملحة، والشعب الفلسطيني يحترم رأي الأسرى وهذا ما يجعل الاحتلال بمستواه الأمني والسياسي في حيرة من أمرهم".
ويشير موسى إلى أنه ولأجل ذلك نرى الهجمة الشرسة على الحركة الأسيرة التي تشنها حكومة الاحتلال، ومنها مصادرة أموالهم ومستحقاتهم والتحريض عليهم باعتبارهم قتلة ومن الإرهابيين، والمطالبة بفرض حكومة الإعدام على الأسرى الذين ينفذون عمليات فدائية، ومنع الزيارة بذرائع واهية، وغيرها من القضايا التي تخص الأسرى".