لا يتوانى الاحتلال في استنزاف أعمار الشباب الفلسطيني خلف قضبان الأسر، فلا يكاد الأسير ينال حريته، حتى يعاد اعتقاله مرة أخرى، وهذا ما جرى مع الأسير المحرر غسان إبراهيم زواهرة(37عاماً) من سكان مخيم الدهيشة، جنوب بيت لحم.
مكتب إعلام الأسرى أفاد بأن فرحة الأسير المحرر زواهرة لم تدم طويلاً، فقط أربع شهور فصلت بين إطلاق سراحه من سجون الاحتلال والعودة لها مرة أخرى، بعد إعادة اعتقاله فجر اليوم الاثنين، عند اقتحام منزله في مخيم الدهيشة، وتحطيم محتوياته، واقتياده إلى جهة مجهولة.
الناشط زواهرة نال حريته من سجون الاحتلال في شهر يوليو الماضي، بعد أن أمضى عامين ما بين اعتقالٍ إداري وحكمٍ فعلي، وهى جزءٌ من 14 عاماً قضاها الأسير متنقلاً بين السجون، جزءٌ كبيرٌ منها أمضاه تحت الاعتقال الإداري دون وجود تهمة.
وأوضح مكتب إعلام الأسرى بأن آخر اعتقال للأسير زواهرة كان بتاريخ 19/7/2016، ولم يمضِ على إطلاق سراحه من اعتقالٍ سبقه سوى عدة أشهر فقط، وقد أصدرت محكمة الاحتلال بحقه قرار اعتقالٍ إداري مدته ستة أشهر، وبعد أن انتهت المدة، جددت له محكمة الاحتلال الأمر الإداري لمرة ثانية ثم ثالثة فرابعة، بحيث أمضى عام ونصف إدارياً دون تهمة.
الناشط زواهرة كان من المفترض إطلاق سراحه بعد تجديد الإداري له للمرة الرابعة، إلا أنه تفاجأ بأن الاحتلال يدعي بأن هناك تهم جديدة وردت بحقه، وسيتم إلغاء قرار اعتقاله الإداري، وسيستمر اعتقاله إلى حين تقديم لائحة اتهام له، وسيتم تحويل ملفه لقضية، فقد أصدرت محكمة سالم العسكرية بحقه حكماً يقضي بالسجن الفعلي مدة سبعة أشهر، إضافة إلى دفع غرامة مالية بقيمة 1000 شيقل أمضاها كاملة وتحرر في شهر يوليو الماضي.
وبين إعلام الأسرى بأن الأسير زواهرة خاض خلال اعتقاله عام 2015 مع خمسة أسرى آخرين من رفاقه إضراباً مفتوحاً عن الطعام ضد الاعتقال الإداري، واستمر إضرابه مدة 40 يوماً، نقل خلالها إلى زنازين العزل، وفرضت عليه مجموعة من العقوبات للضغط عليه، وقد علّّق إضرابه، بعد اتفاقٍ جرى بين قيادة الأسرى وإدارة مصلحة السجون بأن يطلق سراحه بعد انتهاء فترة الإداري.
إعلام الأسرى أشار إلى أن شقيق الأسير زواهرة وهو معتز، كان استشهد بعد إطلاق النار عليه من جنود الاحتلال خلال اعتقاله قبل الأخير بتاريخ 13/10/2015، وكان أول مكان زاره بعد الإفراج عنه من سجن النقب هو قبر شقيقه الشهيد والذي بكى عليه طويلاً، وأبكى كل من تواجد في تلك اللحظات.
تجدر الإشارة إلى أن الأسير غسان زواهرة متزوج ولديه ثلاث أبناء وهم إبراهيم(4 سنوات)، آسر(4 أعوام) ونايا(3 أعوام) وهي مريضة في القلب منذ الولادة، وبحاجة لمتابعة وعلاجٍ مستمر، وكان هو يتابع حالتها خلال الفترات التي يقضيها خارج السجون، ويتنقل بها للعلاج في المستشفيات.