يتجدد الوجع عند الحديث عن 32عاماً قضاها الأسير محمد عادل داود، أبو غازي(57عاماً) خلف القضبان، وجعٌ يسكن بيته وقلب عائلته، مكتب إعلام الأسرى التقى شقيقه الأكبر وائل للحديث عن هذا الوجع.
يقول وائل داود واصفاً معاناة العائلة" يعتبر الثامن من كانون أول من كل عام محطة حزنٍ لنا ونكبةً داخلية تعم نفوس وقلوب العائلة، فالمرء لا يستطيع تخيل 32 عاماً خلف القضبان لشخصٍ دخل الأسر شاباً وهو الآن شخص هرم ضاع شبابه وضاعت صحته وهيئته، فحتى نيلسون مانديلا لم يمكث هذه الفترة الطويلة في الأسر، فقد مكث 27عاماً، والعالم يتحدث عن تجربته، بينما شقيقي محمد، أبو غازي، فاق بتجربته هذا الرقم، ومعه عددٌ من الأسرى".
يضيف داود" نحن كعائلة نُكبنا نكبة ما بعدها نكبة، فقد كان من المفروض الإفراج عن محمد في الدفعة الرابعة التي تنكر لها الاحتلال، ولم يتم الإفراج عن قدامى الأسرى، وما زلنا نتجرع العذاب، فنحن أسرى معه بقلوبنا ودموعنا".
ويتابع شقيق الأسير محمد داود حديثه فيقول"أصبحت صوره توزع على أفراد العائلة من الجيل الصغير؛ حتى تبقى معالم وجهه موجودة في ذاكرتهم، كي لا يُنسى، فنحن نتحدث عن ثلاثة عقود ونيف، وهي فترة كافية لتغير الأجيال وتعددها، فشقيقي دخل السجن ابن 25 عاماً، واليوم أصبح عمره 57عاماً، وهو يعتبر أقدم أسير في محافظة قلقيلية وعلى مستوى الوطن، ومن الأوائل من حيث الأقدمية، بل حتى على مستوى العالم".
يوضح شقيق الأسير داود بأن الجيل الصغير من أبناء العائلة دائماً يسألون عن عمهم وخالهم الأسير محمد القابع في سجن هداريم في عزلٍ جماعي، ولا يستطيعون زيارته؛ لأن الزيارة فقط لمن هو من الدرجة الأولى، ولم يبق من ذكراه إلا الصور التي يتم تداولها بينهم إلكترونياً على مواقع التواصل الاجتماعي، فنضال شقيق الأسير محمد يفتخر به الجميع بل قلقيلية بكل أطيافها وعشائرها تفتخر به.
يستذكر الشقيق وائل كيف تعرضت عائلته إلى عقابٍ جماعي، يقول"بعد إلقاء القبض على شقيقي الأسير محمد، قامت قوات الاحتلال بتشريدنا وهدم المنزل انتقاماً جماعياً لكل العائلة، وهذه السياسة تأتي في سياق تجسيد العذاب لعائلة الأسير، إلا أن الاحتلال لا يعلم أن هذه السياسة لا تجدي نفعاً مع الشعب الفلسطيني، الشعب الذي قدم مئات الآلاف من الشهداء، وأكثر من مليون معتقل منذ احتلال عام 1967م".
المحرر عبد الرحمن داود، الذي أمضى 22 عاماً في الأسر، وتحرر في الدفعة الثالثة يقول" عايشت صديقي وزميلي في الأسر محمد داود، وكان وما يزال مثالاً للثبات والصمود، ف32عاماً من الأسر ثقيلة على الجميع، فمن عاش تجربة الأسر يعلم علم اليقين أن خلف القضبان هامات وقامات عالية يفتخر بها الشعب الفلسطيني، فهم عنوان القضية".
يضيف المحرر داود" قادة السجون يصدمون من ثبات الأسرى، فكل شيء يتغير إلا الأسرى القدامى القابضين على جمر الأسر، ومن واجب الجميع عدم نسيانهم، وبقائهم في الأسر هذه المدة الطويلة التي لا يتخيلها أي شخص، فهم يعيشون في مدافن الأحياء، فقد حول الاحتلال السجون إلى قبورٍ للأحياء".