يواصل الأسرى في سجون الاحتلال تحديهم للسجن والسجان، فلا يتوقفون عن مواصلة طموحاتهم، غير آبهين بأحكام المؤبد التي تصدرها محاكم الاحتلال، فهم يرون في الأحكام الصادرة أحكاماً وهمية، مع قدر الله ثم قوة المقاومة وما لديها من أوراقٍ وكنز.
لذلك قرر الأسير سمير عبد الفتاح الطوباسي(36عاماً) إنهاء دراسته الجامعية والماجستير داخل الأسر، والتحق مؤخراً ببرنامج الدكتوراة في خطوة فيها التحدي وقوة الإرادة.
والدته حورية، أم جمال طارت من الفرحة؛ لأن سنوات الأسر لم تكسر من عزيمة ابنها ولا فعل حكم المؤبد المفتوح الصادر بحقه، تقول أم جمال لمكتب إعلام الأسرى" أتمنى أن يحقق ابني أحلامه في نيل الدكتوراة والحرية مع حفل الزفاف بعد تنسمه الحرية، فكلنا أسرى معه في حكم المؤبد، والأمنية بالتحرر هي أمنية كل واحد فينا، فحكم المؤبد المفتوح له أثر نفسي صعب علينا".
تضيف أم جمال" سمير ترعرع في مخيم جنين، وكان من الناشطين فيه، وكلما سمع بهدم منزل أو ارتقاء شهيد يحزن كثيراً، وقد تم اعتقاله في الداخل الفلسطيني في باقة الغربية مع صديقٍ له، وأُخضع للتحقيق القاسي على يد المخابرات، وعُزل عدة مرات، وعند زيارته في السجن نرى لوحة من الصمود والمعنويات العالية والحياة الطبيعية التي يتمتع بها رغم الحرمان والتنقلات وغيرها من الإجراءات القاسية بحق الأسرى".
الأسير سمير أمضى لغاية الآن 18 عاماً خلف القضبان، ولم تنل هذه الأعوام منه، بحسب وصف والدته أم جمال، تقول" لقد رفض الاحتلال تخفيض حكم المؤبد المفتوح بحقه، ورغم حزننا إلا أن الله عوضنا بنفسية جبارة تتحدى كل الإجراءات الظالمة، فهو يتحدى السجن بالتعليم رغماً عن السجان، وسيخرج للحرية أيضا رغماً عن السجان، فإرادة الأسرى تحطم كل القيود والإجراءات الظالمة".