لا تختفي تفاصيل الاعتقال والتحقيق من عقول الأشبال والأطفال، تصاحبهم في قادم الأيام لما أحدثته من شرخٍ في نفوسهم، وبسبب الممارسات الخبيثة مع نفوسهم البريئة خلال فترة الاعتقال.
المحرر أحمد عيسى صبري (16عاماً) أمضى في الاعتقال ستة أشهر في قسم الأشبال، وأكمل عمره ال16 عاماً داخل الأسر، يروي تفاصيل اعتقال جنود الاحتلال له، ونقله إلى المستوطنات قبل أن يستقر به المقام في سجن مجدو في قسم الأشبال، في حديثٍ خاص لمكتب إعلام الأسرى.
يقول صبري" اعتقلت في فعاليات النكبة بتاريخ 15/5/2018 بالقرب من المعبر الشمالي، حيث حاصرني عدد من الجنود وسحبوني إلى داخل المعبر واحضروا ضابط مخابرات المنطقة، وبدأ التهديد والوعيد في اللحظة الأولى وأنا في منطقة المعبر الشمالي، وبعدها نقلوني إلى مستوطنة قدوميم وبعدها إلى مستوطنة أريئيل، وهناك بدأ مسلسل الترهيب والوعيد والتهديد من قبل محقق الشرطة، فقد هددني بالضرب والبقاء في وضع صعب إذا لم اعترف".
يضيف صبري"بعد تهديد ووعيد بأن الصور تثبت أنني كنت أقذف الحجارة، اضطررت للاعتراف تحت وعيد وتهديد ضابط شرطة مستوطنة أريئيل، فهناك يتم إرغام الأطفال والأشبال على الاعتراف تحت ظروف لا يقوى عليها الكبار، فالكل من حولك يصرخ وكأن أمامهم شاب قوي يخشونه".
يتابع المحرر صبري قائلاً"من الأساليب التي يتم إرغام الطفل أو الشبل على الاعتراف عبرها، عرض نصف صورة الطفل على شاشة الحاسوب وبعدها يطلب منه أن يتعرف على هذه الصورة وبعد أن يقر الطفل أن هذه صورته يقوم بعرض الصورة كاملة وهو يحمل الحجارة فيضطر الطفل إلى الاعتراف بعد هذه الصورة المدبلجة في أغلب الأحيان، فالمحققون يستخدمون أساليب شيطانية كي يتم انتزاع الاعتراف وإغلاق الملف".
يؤكد صبري على أن من ضمن هذه الأساليب" التهديد باعتقال والده ووالدته وأخواته، وأن الاعتراف سينهي معاناته ومعاناة عائلته، وفي المحاكم العسكرية يتم عرض الاعترافات وتضخيمها ولا يتم النظر إلى دفاع المحامين الذي يدحض الاعترافات من خلال شهادات من الأسرى الأطفال والأشبال، ويتم ابتزاز الأطفال في المحاكم بأحكام عالية إذا تم إنكار الاعتراف".
يوضح المحرر صبري" كل العملية من أولها إلى أخرها عملية التفاف وابتزاز حتى يقع الطفل في فخ الاعتراف وأنه مذنب، وبالتالي يكون دور مصلحة السجون لإكمال المشوار في إخضاع الأطفال والأشبال في القسم المخصص لهم في سجن مجدو من خلال إجراءات أمنية خطيرة على الجسد والنفسية معاً".
تجدر الإشارة إلى أن أعداد الأسرى الأطفال والأشبال تزداد في سجون الاحتلال، فيصل عددهم إلى قرابة الثلاثمائة طفل، وفي القدس تمارس عليهم عقوبات إضافية منها الحبس الانفرادي القاتل لنفسية وعائلة الطفل والغرامات الباهظة والأحكام الردعية القاسية.