أفاد مكتب إعلام الأسرى بأن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل نصوص وقيم حقوق الإنسان التي أقرتها الاتفاقيات الدولية لحماية حقوق الأسرى القاصرين، وتجريم من يقدم على ممارسة التعذيب بحقهم، وذلك بمواصلة التعذيب والتنكيل ضد الأسرى الفلسطينيين الأطفال.
وأكد إعلام الأسرى بأن شهادات الأطفال تؤكد على استمرار سياسة الاحتلال الإجرامية بحقهم، من اعتقال همجي وضغط وابتزاز وتعذيب، وكل يوم تنكشف حقائق جديدة من خلال الشهادات التي يدلي بها هؤلاء الأطفال القاصرين والذين يُعتقلون في ظروفٍ قاسية ولا إنسانية، وتمارس بقهم كل أشكال التعذيب بعيداً عن الأضواء.
وأضاف إعلام الأسرى بأن الاحتلال الصهيوني يصر على الاستهتار بالعشرات من النصوص والقرارات، والتي دعت إلى عدم استخدام التعذيب بحق الأسرى والمعتقلين، والتي تنادي بعدم جواز تعرض أحد للتعذيب أو المعاملة القاسية اللاإنسانية والمهينة، واعتبار هذه الأفعال جرائم حرب.
شهادات قاصرين
واستعرض إعلام الأسرى شهادات جديدة أدلى بها أطفال قاصرين حول تعرضهم للتعذيب والضرب القاسي، فقد أفاد الطفل داوود عبد الله(16عاماً) من سكان مخيم عسكر، قضاء مدينة نابلس، والذي يقبع في قسم الأطفال في سجن مجدو بأنه تعرض للضرب بشكل تعسفي على يد قوات الاحتلال خلال اعتقاله بالقرب من مستوطنة ألون موريه.
وأوضح الطفل عبد الله بأن عدداً من الجنود قد هاجموه وقاموا ببطحه وجره على أرض مليئة بالحجارة والأشواك، مسببين له الرضوض والكدمات في جسده، واستمروا بضربه ببساطيرهم العسكرية وأعقاب بنادقهم على مختلف أنحاء جسده، وجرى نقله بعدها إلى مركز تحقيق اريئيل؛ لاستجوابه ومن ثم إلى قسم الأسرى الأشبال في مجدو.
وقد نكَّلت قوات الاحتلال بالأسير الفتى مراد شرايعة(17عاماً) من سكان مخيم بلاطة، في نابلس، والذي جرى اعتقاله ليلاً بالقرب من بلدة حوارة، بعد أن هاجمه أربعة جنود، وقاموا بطرحه أرضاً، وانهالوا عليه بالضرب واللكمات على مختلف أنحاء جسده وسحلوه على الأرض، ومن ثم نقلوه إلى مركز تحقيق اريئيل؛ لاستجوابه ومن ثم إلى معتقل مجدو.
وأفاد الفتى ليث مهداوي (17عاماً) بأنه تعرض للضرب والاعتداء حين أقدمت قوات الاحتلال على اعتقاله عقب اقتحام منزله ليلاً في حي الشويكة قضاء طولكرم، فقد هاجمه أحد الجنود وقاموا بضربه على خاصرته مسببين له الأوجاع، ثم تم تقييد يديه بقيود بلاستيكية مشددة سببت له الألم، وجرى عصب عينيه بقطعة قماش، ومن ثم جرى نقله إلى زنازين معتقل الجلمة للتحقيق، واستمر التحقيق معه أسبوعين، وأجبروه على التوقيع على أوراق باللغة العبرية، قبل أن يتم نقله إلى قسم الأشبال في سجن مجدو.
إعلام الأسرى يعتبر أن هذه الشهادات تكشف عن جزءٍ بسيط مما يتعرض له الأطفال الأسرى خلال الاعتقال والتحقيق، على الرغم من أن الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان وتحديداً اتفاقية حقوق الطفل، شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي جعلت من تعذيب الأطفال الفلسطينيين واعتقالهم، الملاذ الأول، وأذاقتهم أصناف العذاب والمعاملة القاسية والمهينة من ضربٍ وشبحٍ وحرمانٍ من النوم ومن الطعام وتهديدٍ وشتائم.
ويطالب مكتب إعلام الأسرى المؤسسات المعنية بشؤون الأطفال بضرورة إرسال لجان متخصصة للاطلاع على الجرائم التي ترتكب بحق الأطفال الفلسطينيين، ووقف الجرام المستمرة بحقهم.