مقابلات ضباط المخابرات أثناء الاقتحام ... حربٌ نفسيةٌ صامتة ووعيدٌ وتهديد لأفراد العائلة
مداهمات واعتقال
إعلام الأسرى 

يعتبر اقتحام جنود الاحتلال بمرافقة ضباط جهاز المخابرات للمنازل الفلسطينية، واستجواب رب الأسرة أمام أفراد عائلته أو اعتقاله لعدة ساعات، حرباً نفسية يمارسها الاحتلال يومياً بحق الفلسطينيين، وهي حربٌ صامتة لها أثارٌ نفسيةٌ مؤلمة.

مدير البحوث في دار الإفتاء الفلسطينية، د. ياسر حماد(58عاماً) من سكان مدينة قلقيلية، يروي لمكتب إعلام الأسرى طبيعة الأمر، يقول"عند الساعة الثالثة صباحاً كان منزلي في قلقيلية بنك أهداف لضابط مخابرات المنطقة كما يطلق على نفسه، فاقتحم الجنود المنزل في مشهدٍ مرعب، وقاموا بعملية التفتيش والتخريب، وبعدها كانت الرسالة المتضمنة التهديد والوعيد من قبل ضابط المخابرات وسؤاله عن اعتقالاتي في سجون الاحتلال، وتوضيح أن جهاز المخابرات يراقب كل صغيرة وكبيرة ، وأنه لن يسمح بأي نشاط حتى لو كان اجتماعياً، وأن الاعتقال الإداري جاهز لأي شخص يخرج عن النص كما يقول".

يضيف حماد" أمضيت في سجون الاحتلال أكثر من خمس سنوات، والاحتلال يلاحقني حتى في حريتي، وهذه هي المرة الثانية التي يقتحم بها الاحتلال بيتي من أجل التهديد، وقد اعتقل ابني عمار أيضاً منذ أكثر من عام، واغتال الاحتلال شقيقي عبد الرحمن من فوق سطح المنزل عام 2001، ومازال مسلسل التخويف والإرهاب والاعتقال مستمراً".

إرهاب المحيط

المحرر جمال عثمان(59عاماً)من سكان قلقيلية، يقول لمكتب إعلام الأسرى"جيش الاحتلال أصبح يعتمد أسلوب المقابلات الأمنية داخل المنزل؛ بهدف توسيع دائرة التخويف والإرهاب للمحيط المستهدف من المقابلة، فاقتحام منزلي قبل يومين وتهديدي بالاعتقال، لا يحتاج لقوات كبيرة تحاصر المنزل وتقوم بعمليات تفتيش وتخريب من أجل السؤال عن وضعي وحياتي وبرنامجي اليومي".

يضيف المحرر عثمان" هذه مسرحية تهدف لإثبات أن جيش الاحتلال موجودٌ وحاضر، وأن الاعتقال جاهز، وهذه الرسالة أصبحت دارجة في حياة الفلسطينيين، ففي كل يوم تحدث مقابلات في بيوت الفلسطينيين، وكأنها أصبحت مراكز تحقيق، وهذا يتنافى مع الاتفاقيات الدولية التي تجرم استهداف المدنيين الآمنين في بيوتهم، فوقت المقابلة داخل المنزل يتم إرهاب المدينة وليس الحي أو العائلة، فالاقتحام يكون بدوريات للجيش، يرافقها استخدام للقنابل الصوتية والغاز والرصاص الحي".

تهديد ووعيد

في مشهدٍ آخر يروي المحرر حاتم فقهاء من سكان بلدة بيت ليد، شرق طولكرم، ما حدث له ونجله المحرر قسام قائلاً" فجر الأربعاء تم اقتحام منزلي وتخريب محتوياته واقتيادي أنا وابني قسام إلى خارج المنزل باتجاه مقر الارتباط العسكري، وتهديدي بالاعتقال وتخريب أمور حياتي، وبعد ساعات من الاعتقال، تم الإفراج عني وعن ابني قسّام".

يضيف فقهاء"ما قام به جيش الاحتلال من اقتحام وتخريب واعتقال مؤقت كله يأتي في سياق الحرب النفسية على شخصي وأفراد عائلتي، فقبل أشهر اقتحم جيش الاحتلال منزلي وصادر أموالاً هي جمعية نسائية لزوجتي، واعتقل ابنتي آلاء، واليوم يأتي ليمارس ذات الدور العنصري بشكل انتقامي وبالتهديد والوعيد غير المبرر".

يستكمل فقهاء حديثه"هذه الإجراءات التي يمارسها ضباط المخابرات تتناسب مع أهداف عسكرية في الميدان، أما المنازل التي تضم نساءً وأطفالاً وكباراً في السن، فهذا يعد جريمة حرب بامتياز بحق ساكنيها، ويجب أن يحاسب جيش الاحتلال عليه، فالتخريب والتخويف واستخدام عشرات الجنود من أجل مقابلة أمنية، يتم تصنيفه على أنه جريمة حرب تتسبب في مشاكل نفسية للعائلات الفلسطينية".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020