كشف الصحفي المحرر عبد الله شتات (25عاماً) من سكان بلدة بديا، قضاء سلفيت، عن تغول مصلحة السجون في سجن النقب الصحراوي، من خلال الكاميرات الأمنية وزرع أجهزة تنصت في أقسام الأسرى.
وقال المحرر شتات لمراسل إعلام الأسرى"قضيت 22 شهراً في الاعتقال، وكانت بمثابة 22 عاماً من شدة الإجراءات التي تطبق على الأسرى في كل يوم على مدار الساعة، فقادة مصلحة السجون لا يتركون شاردة ولا واردة إلا ويطبقونها على جسم الحركة الأسيرة لزيادة المعاناة داخل الأسر".
وأضاف شتات"في الآونة الأخيرة قامت مصلحة السجون بتركيب ثمانية كاميرات أمنية في كل قسم بدلاً من واحدة كانت في السابق، حيث قامت مصلحة السجون بتركيب كافة المستلزمات الخارجية للكاميرات وبعد الانتهاء منها تم اقتحام الأقسام من وحدات درور واليماز ومتسادا وإخراج الأسرى من كل قسم بحجة التفتيش، وعند العودة إليها بعد انتهاء التفتيش صُدم الأسرى بكاميرات أمنية تغطي كامل مساحة القسم وتحصي أنفاس الأسرى قبل حركاتهم وأقوالهم، وهذا له مدلول نفسي خطير بحيث تكون الكاميرات مسلطة على الأسرى على مدار الساعة بالرغم من أن وسائل الإجراءات الأمنية لا تترك مجالا للأسرى للتحرك خارج أقسامهم".
ويتابع شتات قائلاً"عثر الأسرى على أجهزة تنصت صغيرة جداً داخل غرف الأسرى، وبعد اكتشافها من قبل الأسرى استنفرت مصلحة السجون وداهمت الأقسام بحثاً عن هذه الأجهزة التي اختفت بعد اكتشاف الأسرى لها وإجراء تحقيقات وتفتيشات مكثفة".
وعلى صعيد الزيارات وانقطاعها، قال المحرر شتات" قضيت 22 شهراً، ولم تزرني طفلتي حنان ولا زوجتي، وعند الإفراج رفضت طفلتي حنان استقبالي، فهي لم تشاهدني فترة 22 شهراً، والكثير من الأسرى تتعثر زياراتهم بسبب الإجراءات الأمنية".
ولفت شتات إلى ملاحقة الصحفيين بالاعتقال بالقول" التحريض تهمة جاهزة كي تكون سبباً في تغييب عشرات الصحفيين خلف القضبان، والمحاكم العسكرية تتعاطى مع هذه التهمة وتكون أحكامها ردعية حتى لا يقوم الصحفي بالقيام بواجبه المهني وكشف الحقيقة".
وعلى صعيد الإهمال الطبي، قال المحرر عبد الله شتات" نحن أمام ظاهرة مقلقة لكافة الأسرى المرضى، فالعلاقة بين مصلحة السجون وعياداتها الطبية والأسرى المرضى علاقة عنصرية ولا يتم التدخل بها إلا بعد اقتراب الأسير المريض من النهاية، فيكون التدخل حتى يبقى على قيد الحياة، وتبقى المعاناة قائمة، فلا علاج بما تعنيه الكلمة من معنى، بل مسكنات وعمليات جراحية عند الضرورة".
يضيف شتات في حديثه عن ملف الإهمال الطبي" هناك جيش من المرضى في سجون الاحتلال يعاني على مدار الساعة، والبوسطات التي تنقل المرضى إلى مسلخ الرملة وليس مشفى الرملة، تزيد من تردي حالتهم الصحية، ويحجم الكثير من الأسرى المرضى عن العلاج المذل؛ لتفادي رحلة البوسطة القاسية على أجسادهم".
المحرر الإعلامي عبد الله شتات أشار إلى قضية تخدش الحياء وهي التفتيش العاري للمحررين، حيث تصر مصلحة السجون على إخضاع الأسرى المحررين للتفتيش العاري المذل حتى تكون أخر محطات الأسر فيها إهانة ومس بكرامة المحرر، وبالرغم من مطالبات الأسرى بوقف هذا الإجراء إلا أن مصلحة السجون تصر على هذا الشرط، وخاصةً في سجن النقب الصحراوي، وهو أكبر مستودع للأسرى في دولة الاحتلال.