لا يخفى على أحد ما يحاول الاحتلال القيام به ضد عائلات الشهداء خاصة منفذي العمليات الفدائية؛ فحتى بعد مرور سنوات على استشهادهم يحاول الاستمرار في استهداف أبنائهم وأشقائهم بالاعتقال والاستدعاء في محاولة لكسر صورة الشهيد او التأثير على عائلته.
منذ أن برز اسم المقدسي مصباح أبو صبيح ابن المدينة التي لا تعرف السلام؛ في حماية المسجد الأقصى المبارك والدفاع عنه والاعتكاف فيه وشد الرحال إليه؛ توجهت أنظار الاحتلال إليه، فكان الاعتقال أسلوبا دائما في التضييق عليه.
ويقول جابر أبو صبيح شقيق الشهيد لـ مكتب إعلام الأسرى إنه اعتقل حين كان بعمر 16 عاما أو أقل للمرة الأولى؛ وأمضى 20 شهرا في سجون الاحتلال ضمن تهم واهية هدفها كسر إرادة هذا الفتى.
ويشير إلى أن الاعتقالات تتابعت بعدها للشهيد بحجة الانتماء لما عرف باسم شباب الأقصى؛ وكانت تتراوح ما بين شهر واحد إلى ستة أشهر بينما كان آخر اعتقال له لمدة عام كامل.
وضمن التضييق عليه حياً اعتقل الاحتلال اثنين من أشقائه قبل عدة سنوات لفترات متفاوتة؛ في حين كان الاحتلال بالتزامن مع ذلك يصدر الأوامر التضييقية على مصباح من بينها الإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك والقدس المحتلة.
ويشير شقيقه إلى أنه قبيل استشهاده تم إبعاده عن المسجد الأقصى ومدينة القدس كلها ثم كان من المفترض أن يسلم نفسه للاعتقال لعدة أشهر حين نفذ عمليته الفدائية.
وحين ارتوت القدس من دماء الشهيد الذي طالما أحبها وعشق مسجدها وعاش في كنفه رغم التضييقات الصهيونية؛ بدأ العقل الحاقد للاحتلال يفكر في طريقة للانتقام من عائلته.
ويروي جابر حكاية ما تعرضت له العائلة بعد استشهاد مصباح القدس؛ حيث قام الجنود باعتقال أشقائه واستدعاء بعضهم واستجوابهم حول الشهيد وعما إذا كان أخبرهم بنية تنفيده للعملية وهو الأمر الذي بدا فيه الاحتلال ساذجا للغاية.
وبعيْد الاستشهاد تعرضت ابنة الشهيد إيمان للاعتقال لمدة ثمانية أيام بحجة تصريحات نقلت عنها عبر وسائل الإعلام حول افتخارها بوالدها؛ وأمضت في مراكز التحقيق تلك الأيام ممنوعة من الزيارة أو لقاء محاميها وخاضعة للتحقيق والاستجواب.
ويتابع جابر القول:" لم يكتف الاحتلال بكل ذلك بحق فتاة لا تتجاوز 18 عاما بل قام مؤخرا بتجديد تقديم لائحة اتهام لها بحجة افتخارها بما قام به والدها الشهيد؛ وهذا الأمر يعني عقد جلسة محاكمة لها في موعد لم يحدد بعد".
أما نجلا الشهيد وهما صبيح وعز الدين واللذين أيضا لم يتحاوزا 19عاما من عمريهما فتعرضا للاعتقال عدة مرات؛ حيث اعتقل عز الدين مباشرة عقب عملية والده الفدائية وأمضى عاما كاملا؛ واعتقل صبيح لمدة عشرة أشهر ثم اعتقل قبل شهرين ومن المتوقع أن يحكم عليه بالسجن ما بين 12 و30 شهرا فعلياً.
ويبين جابر بأن الاحتلال يحاكم أبناء الشهيد للانتقام من روحه الطاهرة؛ وأنه يحاول الاستفراد بالعائلة من خلال هذه الاعتقالات والتي زاد عليها أيضا تأجيل فرحة الإفراج عن نجله واعتقاله لحظة إطلاق سراحه، ويضاف إغلاق المنزل واقتحام منازل أفراد العائلة بين الحين والآخر والجرم الأكبر الذي هو الاستمرار في احتجاز جثمان الشهيد حتى الآن في محاولة لعقاب عائلته.
ويضيف:" كل هذه الأمور قام بها الاحتلال متأملا في إدخال الإحباط لنا ولكن نقول إن هذا يزيدنا إصرارا على حقنا بوطننا ويزيدنا يقينا بأن بلادنا ستبقى لنا بإذن الله وسيبقى النصر للمسلمين دائما".