لا زالت الصدمة تسكن قلوب أطفال الأسيرة الدكتورة الصيدلانية فيروز نعالوة (33عاماً)، بعد اعتقالها لأنها فقط شقيقة المطارد أشرف نعالوة، الذي تتهمه سلطات الاحتلال بتنفيذ عملية مستوطنة بركان في بداية شهر تشرين أول الماضي.
مراسل مكتب إعلام الأسرى التقى زوج الأسيرة نعالوة، د.نصر شريم للحديث حول ما تعانيه العائلة منذ اعتقال زوجته، يقول شريم"أستطيع القول أن الوضع النفسي في منزلي كارثي بامتياز، فأولادي الثلاثة يوسف (11عاماً) وعمرو(9أعوام) وطفلتي المريضة هدى(4أعوام) مازالوا تحت وقع صدمة اعتقال والدتهم التي كانت تقوم على رعايتهم، وبالذات هدى، فهي تحتاج لرعاية خاصة، وأنا اليوم أقوم بدور الأب والأم والجدة واعتقلت أيضاً مع زوجتي ولا تزال في مركز تحقيق الجلمة".
يستكمل د.شريم حديثه" الاحتلال مارس علينا ضغوطاً هائلة قبل اعتقال زوجتي عبر اقتحام المنزل في مدينة نابلس ثلاث مرات قبل اعتقالها بتاريخ 11/10/2018، وبقيت زوجتي المريضة أصلاً في التحقيق القاسي لمدة ثلاثة أسابيع، وتعرضت لتحقيق يمتد 16 ساعة يومياً وهي مقيدة على كرسي، وكانت تفك عنها القيود فقط وقت وجبة الطعام، وهي تعاني من مشاكل في الغدة الدرقية والديسك والرقبة والقولون العصبي وتعرضت إلى حالات إغماء داخل الزنزانة، وفي بداية الاعتقال، ولمدة ثلاثة أسابيع مُنعت من زيارة المحامي".
يقول د.شريم عن تفاصيل حياته وحياة أطفاله المؤلمة"غياب زوجتي في الاعتقال تسبب بفوضى لم أكن أتخيلها، فطفلتي هدى تبقى ملازمة لي خلال تحركي داخل المنزل وخارجه، وعندما تصل الروضة يبدأ مسلسل الإقناع لها بالنزول من السيارة، ولولا حبها للمعلمات لما وافقت على النزول للروضة، كما أن وضعي الوظيفي في جامعة النجاح قد تعثر بسبب غيابي لحضور المحاكم العسكرية لزوجتي، وأولادي تركيزهم في دراستهم اليومية لم يعد منتظماً، وأصبحت أسئلتهم فقط: أين أمي؟ متى سيفرج عنها؟ ما ذنبنا نحن؟.
وعن طبيعة المحكمة العسكرية التي تعرض عليها زوجته الأسيرة فيروز نعالوة، يقول د.شريم" المحكمة العسكرية في سالم مهزلة بكل ما تعنيه الكلمة، فهي تقوم بالتمديد بعد انتهاء زوجتي من التحقيق منذ أكثر من عشرة أيام، ومع ذلك يتم التمديد تحت بند غريب جداً وهو "شكوك غير منطقية"، وهذا البند بحد ذاته يؤكد أن المحكمة هزلية وتافهة ولا قيمة لها حتى في قانونهم العسكري، فزوجتي ووالدة زوجتي المريضة أيضا تحاكم على علاقة القرابة فقط، فذنبها الوحيد أنهما شقيقة وأم أشرف نعالوة، وهذه السياسة العنصرية تعتبر جريمة حرب".
يتابع زوج الأسيرة نعالوة حديثه" أنا كزوج الأسيرة الدكتورة فيروز نعالوة، وأطفالي الثلاثة ضحية سياسة العقاب الجماعي، وهي جريمة حرب من دولة تدعي الديمقراطية، وأنها صاحبة شعار تطبيق القانون، إلا أن الفلسطيني يتم سحقه بصمت وأداة ذلك جيش ومركز تحقيق ومحكمة هزلية، والعالم يصمت أمام جريمة اعتقال أكاديمية في جامعة عريقة".
يضيف د.شريم" لو كان هذا الاعتقال مارسته أي دولة في العالم لقامت الدنيا ولم تقعد، فتفاصيل حياتنا ليست مؤلمة فقط بل قاتلة، والصدمة ساكنة في قلوبنا قبل بيوتنا من ممارسات وانتهاكات يعتبرها القانون الدولي جريمة حرب بامتياز".
يشير شريم إلى سياسة خبيثة تتبع في المحاكم العسكرية، يقول" يتم التأجيل والتمديد بزعم وجود إعاقات وتأخير في التحقيق، وذلك لكسب الوقت والاستمرار في سياسة العقاب الجماعي، وأساليب التحقيق التي تواجهها زوجتي مرعبة ومخيفة بهدف الانتقام، وليس انتزاع معلومة كما يزعمون".
د. نصر شريم وجه رسالة إلى كل العناوين الدولية قائلاً"زوجتي الأسيرة أكاديمية، وفي كل دول العالم يتم احترام أساتذة الجامعات، والتعرض لها بهذا الاعتقال القاسي يضع الجميع عند مسؤولياته والتدخل لإنقاذها من تحقيق لا يرحم، وهي تعاني من عدة أمراض وتحرم من العلاج".
الجدير بالذكر أن المطارد أشرف نعالوة من بلدة شويكة قد أنهك جيش الاحتلال منذ أكثر من شهر على تنفيذ عمليته ويلاحقه أكثر من 20 ألف جندي، وفشلت خمس محاولات لاعتقاله أو تصفيته، ويتم استخدام الطائرات الصغيرة وفرق المشاة والكلاب البوليسية والاقتحامات لكافة المناطق المحيطة لبلدة شويكة شمال طولكرم حيث تقطن عائلته.