لم يكمل سنةً كاملة في فضاء الحرية منذ أكثر من عشرين عاماً، الاحتلال يكرر اعتقاله بين الفينة والأخرى، قضى 14 عاماً في الأسر، منها 10 سنواتٍ في الاعتقال الإداري، عرف السجون منذ عام 1979 لمدة ثلاثة أيام، وكان عمره 14عاماً، ومازال يسكن السجون في اعتقالاتٍ متكررة، حتى حصل وأن كان مع نجليه أنس وعمر وأبناء شقيقاته في غرفة واحدة في سجن مجدو.
هو المحرر عدنان حمارشة(54عاماً) من سكان بلدة يعبد قضاء جنين، تنسم الحرية بعد ستة أشهر في الاعتقال الإداري، يستخدم الكرسي المتحرك بسبب الشلل الجزئي.
المحرر حمارشة أجرى لقاءً خاص مع مكتب إعلام الأسرى، يقول" تحرري فيه تناقض كبير بين فرحٍ وحزن، فرحٌ بتنسم الحرية، وحزنٌ على من تركت خلفي، ابني الشبل أنس المريض بتآكل رأس الفخذ والذي يقعده أياماً عن الحركة، وابني عمر الذي مازال موقوفا ينتظر المحاكمة، فالاحتلال لم يترك رجلاً ولا طفلاً في المنزل، وزوجتي مع بناتي قمن بقضاء حوائجهن بدون معيل لهن في غيابي، في صورة مؤلمة لهن".
يستذكر حمارشة مقولة ضابط المخابرات له حين قال" أشكالك يجب أن تبقى في السجن، لأن وجودك في الخارج يجعلنا نعيش في قلق، وعندما تكون في السجن أنت وأولادك نكون نحن في دولة إسرائيل في راحة، ويزول القلق".
يقول حمارشة" مثل هذا التفكير من قبل ضباط جهاز المخابرات جعلني وعائلاتي محط استهدافٍ دائم، فأنا وزوجتي وأولادي تم اعتقالنا، ومازال مسلسل الاعتقال المتكرر قائماً، وهذا الأمر هو جريمة إنسانية، فقد تم اعتقالي وأنا على كرسي متحرك، واعتقال ابني أنس وهو طفل ويعاني من مرضٍ خطير إذا لم يتم علاجه فهذا المرض يؤدي إلى الشلل في قادم الأيام".
غرفة آل حمارشة في السجن
ضحك حمارشة قبل أن يكمل حديثه، يقول" هناك في سجن مجدو غرفة باسم آل حمارشة كنت فيها أنا وأولادي أنس وعمر وأولاد أختي، وعند الزيارة كانت قاعة الزيارة كلها لعائلتي، فخمسة أسرى من آل حمارشة ويكون في الجهة المقابلة ما بين 15 إلى 20 شخصاً يزورنهم، فعائلات بأكملها تزور أفرادها في الجهة المقابلة، وهذا يؤكد مدى العذاب النفسي الذي يجسده الاحتلال للفلسطينيين في حياتهم".
يشير حمارشة إلى أن هناك ظاهرة جديدة تتمثل باعتقال الاحتلال لرب العائلة والأولاد، وتكررت النماذج في سجن مجدو وكافة السجون.
وسائل الإسقاط
يتحدث المحرر عدنان حمارشة عن حادثة تشير إلى عمق المعاناة قائلاً" في إحدى الزيارات التبس الأمر على أحد السجانين، وقال لابني الأسير أنس: كيف دخلت إلى هنا، وظن أنه من الزائرين لصغر سنه وحجمه، واستنفر السجان، عندها أدركت طبيعة المشكلة وتدخلت وقلت له هذا أسير وليس زائر كما تظن، عندها بدت الدهشة على السجان الذي خجل من نفسه، فابني اعتقل طفلاً ومازال طفلاً بالرغم من انتقاله من قسم الأشبال إلينا قبل شهرين، فالمرض الذي يعاني منه يمنع نمو جسده".
يقول حمارشة"العيادة والعلاج وسائل إسقاط من قبل المخابرات للأسرى المرضى، ويتعاون معهم أطباء السجون الذين يساومون الأسرى المرض على العلاج مقابل الموافقة على التعاون مع المخابرات والسقوط في وحل العمالة، لذلك فالعيادة أصبحت مركزاً للإسقاط والمساومة من قبل الطبيب وضابط المخابرات".
التفتيش الليلي
يتحدث المحرر حمارشة عن قضية التفتيش الليلي، يقول" التفتيش الليلي أصبح أداة عذاب شبه يومية للأسرى، حيث يكون الهجوم الليلي على الأسرى والإهانة والإذلال والضرب والتكسير ومصادرة المقتنيات الشخصية، منها المذكرات الشخصية والأبحاث التي يقوم بها الأسرى، والأسرى يطلقون على التفتيش اسم القهر والإذلال الليلي المتعمد من قبل وحدات اليماز والمتسادا ودرور".
يشير حمارشة إلى أن الأسرى في حالة استعداد لحرب مع مصلحة السجون، وحالة الترقب تسكن قلوبهم وعقولهم من القرارات المتوقعة في منع الزيارة لقسم من الأسرى وهم أسرى حماس، ومصلحة السجون تحاول التنصل من مسؤوليتها بالقول أن لا علاقة لها بذلك، فما يسمى بوزير الأمن الداخلي جلعاد آردان هو من يقوم بهذه الإجراءات.
يضيف حمارشة" نحن كأسرى خلال حوارنا مع قادة مصلحة السجون أخبرناهم أن الحرب ستكون في كل السجون، فنحن قلنا لكم سابقاً نحن لا علاقة لنا بالخارج، فنحن في السجون أسرى ولنا حقوقنا وإذا أردتم سلبها بحجة الضغط على الخارج، فسنتعامل معكم بذات المنطق ونجعل الخارج ساحة لنا أيضاً".