في كل حادثة اعتقال تسكن قلب عائلة الأسير غصةٌ، وهذه المرة سكن عائلة الطفل الأسير قاسم بكر (16عاماً) من سكان مدينة جنين، فقد اختطفته قوات الاحتلال من منزله بتاريخ 14/10/2017في مشهدٍ مرعب له ولعائلته التي ما زالت لحظة الاعتقال راسخةً في مخيلة أفرادها .
الوالدة سبأ أبو بكر، أم فارس، مازالت منذ لحظة الاعتقال تنكأ الجراح، تقول لمكتب إعلام الأسرى"كنا في بيتنا مطمئنين، وإذا بالجنود داخل الغرف ومعهم ضابط مخابرات قال لي بسخرية: ابنك قاسم لن يذهب إلى المدرسة سيذهب إلى السجن، واقتادوه من أمامنا بشكل مرعب ومخيف وكأنه مدجج بالسلاح بالرغم من كونه طفل يحمل حقيبته المدرسية يومياً متوجهاً إلى مدرسته في يعبد".
تضيف المربية أم فارس قائلة بمرارة على ابنها الأسير الطفل قاسم" حاولت إقناع الضابط أن ابني صغير لا يعرف إلا القلم والدفتر، وكان جوابه "لن يعود للمدرسة" ومشهد اقتياده نُقش في عقلي وقلبي، فهم اعتقلوني معه مع أنني خارج الأسر والقيود".
تواصل أم فارس حديثها قائلة" ابني الطفل كغيره من الأطفال الأسرى مكانهم مقاعد الدراسة وليس السجن، فهو قد أنهى الصف التاسع، ووضعت القيود في معصميه مبكراً دون ذنب اقترفه، فمحاكمة الأطفال جريمة واعتقالهم جريمة أكبر، وهذا يتطلب الدفاع القوي عنهم أمام العالم لفضح الاحتلال، فالطفولة في فلسطين قد اختطفت وقُيدت خلف القضبان".
تقول أم فارس"بعد عرضه على محكمة سالم العسكرية 18 مرة صدر بحقه حكم السجن الفعلي 18 شهراً، إضافة إلى غرامة مالية بقيمة خمسة آلاف شيقل، والطامة الكبرى كانت رفض الاحتلال منحي تصريحاً لزيارته لمدة عام كامل؛ بحجة عدم وجود صلة قرابة، فالاحتلال لا يعذبنا بالاعتقال وإصدار الأحكام القاسية، بل بإلغاء صلة القرابة بين الأسير ووالدته، وبعد توجهنا للصليب الأحمر وإلى القضاء ومؤسسات حقوق الإنسان تمكنت من الحصول على التصريح الأمني مرة كل شهر".
تستعيد المربية أم فارس معنوياتها وتتحدث عن طفلها الأسير قاسم أبو بكر قائلة"بعد صدور الحكم لم تتأثر معنوياته، وهو يمارس الرياضة بانتظام ويلتحق بدورات في كافة المجالات، وفي وقت الزيارة التي نتحمل من أجلها عذاب السفر والمعابر والتفتيش المذل يكون اللقاء وابتسامة ابني الأسير الطفل تخترق ألواح الزجاج، وتكسره كي تستقر في قلبي وتكون بعدها الراحة من هذا اللقاء الذي ينتهي بسرعة البرق، لنعيش أمل الزيارة القادمة على أمل اللقاء في فضاء الحرية".