الغوص في ملف الأسير هاني رفيق توفيق غنام (41 عاماً) من سكان بلدة جبع قضاء جنين، يترك المرء حائراً ومندهشاً أمام وفاء خطيبته حنان أبو عون التي اقترنت به قبل أربعة أشهر من الاعتقال، وكان قد بقي أقل من شهرين على موعد زفافه، فاعتقله الاحتلال ليصدر بحقه حكماً بالسجن مدة 18عاماً، واليوم بقي من فترة حكمه أقل من عام.
تقول الخطيبة حنان أبو عون لمكتب إعلام الأسرى" افتخر بخطيبي الأسير هاني غنام الذي لبَّى نداء الواجب وهو يستعد لحفل زفافه، فكان الاعتقال بتاريخ 21/6/2001، ليكون الاعتقال وزنازينه ومراكز التحقيق العائق لإكمال حفل الزفاف، ونحن بانتظار موعد الحرية حتى تكتمل حياتنا من جديد بعد توقفها 18 عاماً".
تضيف أبو عون" بالنسبة لي الأسير هاني رمزٌ للوطنية والإنسانية والعطاء والتضحية والوفاء، والحكم حكم رب العالمين، ونحن مستسلمون لقضاء الله وقدرهـ وننظر الفرج كي نكمل المشوار".
توضح أبو عون ملامح قصتها والأسير هاني غنام" رفضت الانفصال عن خطيبي عندما صدر بحقه حكمٌ بالسجن الفعلي 18 عاماً، فكما هو قدّم وضحّى، كان من واجبي تقبل هذا العطاء منه فانا أرافقه في الخير والابتلاء، ومن صور الوفاء أنني بقيت معه بالرغم من طول مدة الحكم، وقد عشت لحظات ومناسبات شعرت بها بالوجع والألم والحزن، ولكنني صبرت على كل الأوجاع، ومضت الأيام والسجن والسجان يفرقان بيننا، وقد اقترب موعد الحرية واللقاء سيكون مميزاً، فإرادة خطيبي تفوقت على كل القيود والسدود وظلام السجن والزنازين".
وتكمل أبو عون قصة الانتظار فتقول" قبل عامين تقريباً تعرضت والدة خطيبي أم محمود لجلطة دماغية أقعدتها عن الزيارة، وكل أفراد العائلة يلهجون بالدعاء حتى يأتي موعد الحرية وهي على قيد الحياة، وتفرح بولدها الأسير هاني بعد كل سنوات العذاب والقهر والإذلال".
تستذكر الخطيبة حنان تاريخ عائلة خطيبها النضالي، فقد استشهدت شقيقة خطيبها أنعام في انتفاضة الحجارة، عندما قام أحد القناصة باستهدافها خلال مظاهرة في البلدة ضد الاحتلال، وكان عمرها في ذلك الوقت 18 عاماً، وتم زفافها في عرس وطني كبير".