الزوجة إخلاص حماد، والطفلان عائشة ومحمد، والوالدة، يقضون وقتهم في انتظار مفاجأةٍ جديدةٍ تعيد لهم الزوج والأب والابن، أسيرهم الذي غاب عنهم منذ صيف عام 2014، ليكمل حكم ال23 عاماً، بعد أن تحرر في صفقة وفاء الأحرار بتاريخ 18/10/2011.
هو الأسير شادي عودة، من سكان قلقيلية، أحد محرري صفقة وفاء الأحرار في المرحلة الأولى، يعاني من الديسك في رقبته، معاناةً أقعدته عن الحركة بشكلٍ جزئي، فلا يستطيع ممارسة حياته الطبيعية.
تقول الزوجة إخلاص حماد" تعيش عائلات الأسرى المعاد اعتقالهم من صفقة وفاء الأحرار حياةً مُرَّة، فقد تم إعادتهم إلى الأسر بدون أي ذنبٍ اقترفوه، سوى انتقام الاحتلال لهم لأنهم خرجوا ضمن صفقة مشرفة، وشعر الاحتلال وقتها أنهم خرجوا من الأسر بدون إرادته، وبصورة مهينة له".
تؤكد زوجة الأسير عودة"لا داعي لبقائهم في الأسر يوماً واحداً، فهم خرجوا ضمن اتفاق عام شاركت فيه أكبر دولة عربية وهي مصر، برعاية دول أجنبية والصليب الأحمر، وهذا الأمر يجب أن يتم تفعيله من قبل رعاة الصفقة من الدول والهيئات الأممية".
وتضيف زوجة الأسير عودة" بعد تحرره اقترنت بزوجي الأسير شادي عودة، وأنجبنا عائشة في فضاء الحرية، وعندما اعتقل في صيف عام 2014 كنت في بداية حملٍ جديد دون أن نعلم، وجاء محمد إلى هذه الدنيا ووالده قد أعيد اعتقاله، ليقضي باقي حكمه القديم بحجة خرق شروط الصفقة، وهذا من أجل ذر الرماد في العيون".
وتشرح الزوجة إخلاص حماد ما يعانيه زوجها لمكتب إعلام الأسرى، تقول" زوجي يحترمه الأسرى لشدة تضحيته لهم، فهو شديد التطوع في خدمتهم في قضايا تخص قضاء حوائجهم الخاصة، وفي الفترة الأخيرة نقل على المستشفى بعد تزايد آثار ديسك الرقبة عنده، وتأثير ذلك على يديه وحركة الرأس، وقد علمنا أن الأوجاع من هذا الديسك قد أقعدته عن الحركة بشكلٍ جزئي، وهذا يتطلب تفعيل هذا الملف بحق أسير أفرج عنه بقرار من سلطات الاحتلال، وباتفاق بين الدول، وإذا استمر الوضع الصحي لزوجي، فهناك خطر على حياته".
الوالدة المكلومة عائشة عودة قالت" إعادة اعتقاله كانت أصعب علينا بكثير من يوم اعتقاله الأول وصدور الحكم عليه بالسجن 23 عاماً، فإعادة الاعتقال بعد أن تزوج وأنجب طفلته الأولى عائشة كانت لنا صدمة كبيرة، فهو صاحب عائلة وكان بدأ مشواره في الحياة من جديد، واعتقاله بدون أي ذنب جعل كل شيء سراب ونحن ننتظر الفرج من رب العالمين بعدما أصبحنا كعائلات أسرى رهائن مع أبنائنا".
تضيف والدة الأسير عودة" قلوبنا معهم، وفي كل زيارة يتجدد العذاب والألم، ومع أن ابني شادي يقوم بمهمة رفع المعنويات لنا، إلا أن مرضه جعلنا نعيش معاناة مركبة، ونفرح من كل خبر ولو كان غير موثوق به من اقتراب حلول صفقة جديدة، فنحن كالغرقى الذين يتشبثون بقشة، ففلذات أكبادنا يقضون أعمارهم في السجون بعد تحررهم من الأسر".
المحرر محمد خضر، الذي تحرر قبل عدة أشهر من القسم الذي يقبع فيه الأسير شادي يقول" الأسير شادي يمكن وصفه بالأسير المضحي من أجل إخوانه، فهو يتقن الخدمة في كل المجالات، فأينما يحتاجه الأسرى يكون حاضراً بدون طلب منه، فهو المبادر المتطوع على مدار الساعة، ولا يلتفت إلى الإرهاق الذي يعتريه، وهو صاحب شعار "ولى عهد النوم يا خديجة "، والأسرى يعتبرونه أيقونتهم التي تشحنهم بالصمود والإرادة القوية وعدم الخضوع".
يضيف خضر"يمتاز الأسير شادي بالصفات المثالية؛ فداخل الأسر كان بالنسبة للأسرى سنداً ومعيناً لهم على تجاوز عذابات الأسر، فهو كان المصلح الاجتماعي بصمت بين الأسرى، ويحرص على إصلاح ذات البين بين كل أسيرين حدث بينهما خلاف، وهو خياطهم البارع، ونجارهم المتقن، وخادمهم الأمين".