نشأ لاجئا فلسطينيا يحلم بالعودة إلى أرض يملكها ولا يعرفها في بيت نبالا داخل الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1948، نشأ يشكو ظلم الاحتلال وينتظر كما ملايين الفلسطينيين عودة مشرقةً إلى ما هجّروا منه من أراض ومزارع وبيارات وانتهى بهم المطاف في مخيمات لجوء فقيرة عشوائية تحكي جرح نكبتهم.
في مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله تربى وعاش القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس الأسير أحمد زيد (51 عاما)، وتلك حياة ملأى بالاعتقالات والآلام ومتاعب الأسر وتبعاته.
وتقول عائلة القيادي إن قوات الاحتلال اعتقلته في المرة الأخيرة في الرابع من ديسمبر الماضي بعد اقتحام منزله في المخيم وتفتيشه، وعلى الفور تم تحويله إلى الاعتقال الإداري لستة أشهر وتمديده مجددا لثلاثة أشهر، ليبقى حبيس القيد دون تهمة أو محاكمة.
وتوضح العائلة في حديث لـ مكتب إعلام الأسرى بأن القيادي اعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال أمضى خلالها عشرة أعوام مجتمعة كلها في الاعتقال الإداري، أي أن الاحتلال لم يجد تهمة يضعها أمام المحاكم ضده فاكتفى بتحويله للإداري البغيض، بينما تم إبعاده إلى منطقة مرج الزهور في جنوب لبنان لمدة عام كامل مع 450 من كوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي عام 1992.
وكما في كل حكاية أسر؛ تختلط المعاناة على عائلة الأسير ما بين حرمان الزيارات وحجة المنع الأمني وفرض العقوبات كالغرامات المالية والعزل الانفرادي وإجبار التنقل بين السجون، ولكن ذلك لم يثن عزيمته يوما بل حوّل محنته هذه في كل مرة إلى منحة ينهل من خلالها العلوم المختلفة ويشارك الجلسات التربوية والثقافية والوطنية.
وتضيف العائلة بأن نجليْ القيادي زيد تم اعتقالهما على يد قوات الاحتلال؛ حيث اعتقل نجله محمد مرتين واعتقل نجله الآخر مؤمن في شهر أيار الماضي وما زال أسيراً.
وخلال هذه السنوات من الاعتقال والإبعاد والمداهمة والملاحقة غابت عن الأسير مناسبات عدة من أفراح ومشاركة أحزان كان بعيدا عنها بسبب القيد، بينما تتمنى عائلته أن يتخلص من الاعتقال الإداري المقيت كي ينتهي مسلسل التغييب والحرمان.
وبينما تمر سنوات الأسر يدفع الجسد كذلك ضريبة الثبات؛ فخلال سنوات اعتقاله المزدوجة لدى الاحتلال وأجهزة السلطة أصيب القيادي بمرض ألم الفقرات الحاد في الظهر "الديسك"، كما يحتاج لتناول عدد من الأدوية يوميا بسبب أمراض الضغط وارتفاع مستوى الدهون والكوليسترول ما يضاعف من معاناة الاعتقال في كل مرة.