رغم العشرات من النصوص والقرارات التي أقرتها الاتفاقيات الدولية، والتي تدعوا إلى عدم استخدام التعذيب بحق الأسرى والمعتقلين، وتنادي بعدم جواز تعرض أحد للتعذيب أو المعاملة القاسية اللاإنسانية والمهينة واعتبار هذه الأفعال جرائم حرب، إلا أن الاحتلال الصهيوني يصر على الاستهتار بتلك القرارات.
وأوضح مكتب إعلام الأسرى بأن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل نصوص وقيم حقوق الإنسان؛ بمواصلة إجراءاته القمعية والتعسفية ضد الأسرى بشكل عام، والأطفال منهم بشكل خاص، ولا يعبأ بتلك النصوص والاتفاقيات التي أقرها المجتمع الدولي لحماية حقوق الأسرى القاصرين، والبالغين وتجريم من يُقدِم على ممارسة التعذيب بحقهم.
وأكد إعلام الأسرى تواصل الشهادات التي تؤكد استمرار سياسة الاحتلال الإجرامية بحق الأطفال الأسرى، من اعتقال همجي وضغط وابتزاز وتعذيب، وكل يوم تنكشف حقائق جديدة من خلال الشهادات التي يدلي بها هؤلاء الأطفال القاصرين الذين يُعتقلون في ظروف قاسية ولا إنسانية، وتُمارس بحقهم كل أشكال التعذيب بعيداً عن الأضواء.
واستعرض إعلام الأسرى شهادات جديدة أدلى بها أطفال قاصرين حول تعرضهم للتعذيب والضرب القاسي، فقد أفاد الطفل رياض العمور(15عاماً)من سكان بلدة تقوع، قضاء بيت لحم، أنه تعرض للضرب والصفع فور وصوله مركز توقيف عتصيون للتحقيق معه، وعلى الرغم من سوء حالته الصحية، فهو يعاني من آلام وأوجاع في قدميه قبل الاعتقال، وازدادت بعد الضرب والتنكيل، إلا أنه لم يسلم من همجية الضرب المبرح والتنكيل به.
الاحتلال لم يكتف بذلك، فقام أحد الجنود بدفعه بقوة مما أدى إلى سقوطه على الأرض وهو يتألم، وجرى التحقيق معه لعدة ساعات، ومارس المحققون بحقه أشكال متعددة من التعذيب لإجباره على الاعتراف بإلقاء حجارة على دوريات الاحتلال، ومن ثم تم نقله إلى قسم الأطفال في سجن عوفر.
وقال الأسير القاصر ورد الزير (17عاماً) من سكان بلدة كوبر، قضاء رام الله، أن العشرات من الجنود اقتحموا منزل والده الساعة الثالثة فجراً، وفتشوه وحطموا محتوياته، ومن ثم اعتقلوه وزجوا به في الجيب العسكري، ومنذ صعوده إلى الجيب انهال عليه جنود الاحتلال بالضرب بأعقاب بنادقهم وركلوه بأحذيتهم العسكرية الثقيلة ووجهوا له الشتائم النابية، ثم جرى نقله إلى التحقيق، وهناك تعرض لجولات متعددة من التعذيب، قبل أن ينقل إلى قسم الأشبال في سجن عوفر.
وأفاد الشبل الأسير محمد صبيح (18عاماً) من بلدة الخضر، قضاء بيت لحم، أنه تم اعتقاله بعد مداهمة منزله منتصف الليل، وعلى الفور تم تعصيب عينيه وتكبيل يديه ووضعه في الشاحنة العسكرية، وطوال الطريق لم يسلم الأسير من التهديد والإهانة والتعذيب، حيث تم الاعتداء عليه بالضرب العنيف واللكمات على مختلف أنحاء جسده.
لاحقاً جرى نقل الأسير صبيح إلى مقر الارتباط العسكري DCO وتم احتجازه داخل غرفة حوالي ثلاث ساعات، وتم نقله فيما بعد إلى مركز توقيف عتصيون لاستجوابه، وخلال التحقيق تم تهديده باعتقال ذويه في حال لم يعترف بالتهم الموجهة ضده، ومن ثم نقل إلى معتقل عوفر.
مكتب إعلام الأسرى يعتبر بأن هذه الشهادات تكشف عن جزء بسيط مما يتعرض له الأطفال الأسرى خلال الاعتقال والتحقيق، على الرغم من أن الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان وتحديداً اتفاقية حقوق الطفل، شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي جعل من تعذيب الأطفال الفلسطينيين واعتقالهم الملاذ الأول، لإذاقتهم أصناف العذاب والمعاملة القاسية والمهينة من ضرب وشبح وحرمان من النوم ومن الطعام، وتهديد وشتائم.
ويطالب إعلام الأسرى المؤسسات المعنية بشؤون الأطفال بضرورة إرسال لجان متخصصة للاطلاع على الجرائم التي تُرتكب بحق الأطفال الفلسطينيين، ووقف الجرائم المستمرة بحقهم.