في بلدة الظاهرية، جنوب مدينة الخليل، ولد الأسير مأمون غازي حسن قيسية (34عاماً) وترعرع، درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في المدرسة الشرعية بالخليل، بينما أنهى الثانوية العامة في مدارس الظاهرية في الفرع العلمي، وكان متفوقاً في دراسته، فقد التحق بجامعة الخليل، ليدرس تخصص الكيمياء.
مأمون هو الابن الوحيد لوالديه، ولديه شقيقتان، تروي والدته حكاية غيابه الطويل لمكتب إعلام الأسرى فتقول"منذ الصغر تميز مأمون بهدوئه وأخلاقه العالية، التحق بدورات تحفيظ القرآن في مساجد الظاهرية، كان لا يتوانى عن مساعدة الناس، يحبه كل من يعرفه، ابتسامته لا تفارق وجهه، مأمون، الله يرضى عليه هو سندي، لم ينسني يوماً، وفّر لي كل احتياجاتي، هو حاضرٌ معنا في كل الأوقات، حنونٌ جداً على أخواته؛ لأنه الأخ الوحيد لهم، كان دائماً ما يذهب لزيارتهن والسؤال عنهن".
والدة مأمون تتمنى لو ينال حريته قبل أن تنتهي فترة حكمه، هو وكافة الأسرى تقول"أتمنى أن يلم الله شملهم بأهلهم، وأن يفرج عنهم مهما كانت أحكامهم عالية، فإن الحكم هو حكم الله ولن يضيع عنده شيء، ونحتسب ذلك عنده، ونحن مرابطون في أرضنا، رغم أنف العدو، وسنستمر في تقديم التضحيات".
مأمون خاض سلسلة من الاعتقالات المتفرقة، فقد اعتقل المرة الأولى عام 2005، وأمضى 17 شهراً في الأسر؛ بتهمة الانتماء لحماس والاشتراك في أنشطة للكتلة الإسلامية في الجامعة، وقد أعاد الاحتلال اعتقاله عام 2007 بعد عدة شهور من إطلاق سراحه، وأمضى سبعة شهور آنذاك.
عام 2008 تعرض الأسير مأمون للاعتقال لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة لمدة أسبوع، ثم أعادت الأجهزة الأمنية اعتقاله مرة أخرى عام 2016 لمدة ثلاثة أشهر، وتحت التعذيب قدم اعترافات حول نشاطات للمقاومة قام بتنفيذها، وعبر التنسيق الأمني وصلت تلك المعلومات للاحتلال الذي قام باعتقاله في27/6/ 2016 بعد الإفراج عنه من سجون السلطة بأيام.
مخابرات الاحتلال وجهت للأسير مأمون قيسية آنذاك تهمة الانتماء إلى تنظيم محظور، وتصنيع عبوات ناسفة، ومحاولة المس بأمن الاحتلال، وأصدرت بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة تسع سنوات، ويقبع حالياً في سجن ريمون، ويحرم الاحتلال عائلته من زيارته لأسباب أمني ، ويسمح لزوجته ووالدته فقط بزيارته مرة واحدة كل ستة أشهر بتصريح أمني خاص، وهو متزوج وأب لأربع أطفال ولدين وابنتين.
بدورها قالت أم غازي، زوجة الأسير مأمون تصفه"كان طيباً معنا، وقدوةً لنا، وكان رجلاً بمعنى الكلمة، يحب الصدق، وما كان يقصر في أمور بيته رغم انشغاله بالعمل كسائق تاكسي عمومي، وكان كريماً معي، ومع أولاده الذين تعلقوا فيه بشكلٍ كبير، وخاصة ابنته يسرى التي كان لها مكانه مميزة عنده، وخلال زيارتها له في السجن لأول مرة لم يستوعب عقلها الطفولي أنه معتقل، ولا يستطيع احتضانها، وامتلأت عيناها بالدموع، ولم تستطيع أن تنطق بكلمة.
تختم زوجة الأسير مأمون قيسية حديثها بالقول"أبنائي يفتقدونه بشكلٍ كبير، وخاصة في شهر رمضان، فهو من كان يصطحبهم معه في السيارة بعد صلاة التراويح، وهم دائمو السؤال عنه، متى سيخرج؟، وهذا يؤرقني كثيراً، ويحزنني، فلا أستطيع أن أجيبهم على هذا السؤال".