لا يغادر النجاح عائلات الأسرى، في تحدٍ لجبروت الاحتلال، وتغييبه أركان العائلة في مدافن الأحياء، فقصص نجاح عائلات الأسرى متعددة الأشكال والصور، ومنها قصة نجاح الطالب الجامعي مصعب القاسم، نجل الأسير المؤبد وائل قاسم.
والد الطالب الجامعي مصعب قاسم، الأسير وائل قاسم صاحب أعلى حكم من بين الأسرى المقدسيين والبالغ 35 مؤبداً، إضافة إلى 50 عاماً، ترك ابنه قسراً، طفلاً بعمر السابعة، واليوم يجتاز ابنه بنجاحالمرحلة الجامعية، ويحصل على شهادة البكالوريوس في هندسة المساحة.
رئيس لجنة أسرى القدس الناشط أمجد أبو عصب، تحدث عن نجاح أبناء الأسرى قائلاً"من بين الصخور الصلبة تنبت زهرة لتشق طريقها نحو العلا، وهذا الأمر ينطبق على عائلات الأسرى التي تشق طريقها في الصخور لتزرع النجاح والتفوق".
يضيف أبو عصب"إجراءات الاحتلال لم تنجح في تحقيق انتكاسة واكتئاب في عائلات الأسرى، بل حدثت قصص التحدي والإنجاز وصناعة النجاح فيهم بقوة، فقصة الأسير وائل قاسم صاحب أعلى حكم في القدس لها مدلولات كثيرة، فهي تتحدث عن أسير اعتقل، وعمر نجله مصعب لا يتجاوز السنوات الأولى، واليوم يتخرج من الجامعة بتفوقٍ كما ويحمل شهادة الهندسة".
يوضح أبو عصب بأن الأسرى البواسل اعتادوا هذا النجاح، وأفراحه، ففي امتحانات الثانوية العامة، تكون ظاهرة نجاح أبناء الأسرى ظاهرة بشكل واضح، وفي مواسم حفلات التخرج من الجامعات والكليات يتقدم أبناء الأسرى الصفوف الأولى في حصد النجاح والتفوق.
ينوه أبو عصب إلى أن هذه النجاحات هي مؤشر إيجابي يدلل على أن ظاهرة الأسر لها طابع مميز في حياة الفلسطينيين، فالأسير نفسه يحصد النجاح داخل الأسر من خلال الحصول على درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراة، بالرغم من صعوبة ظروف السجن، وأبناء الأسرى أيضاً يحصدون النجاح في كافة المراحل الدراسية، وهي رسالة للسجان أن الفلسطينيين لا يستسلمون ولا يرفعون الراية البيضاء أمام إجراءات الاحتلال العنصرية.
الأسير المقدسي وائل قاسم اعتقل في تاريخ 18/8/2002، واليوم أصبح بيته مغلقاً، وزوجته كذلك مبعدة عن مدينة القدس المحتلة، وذلك بعد أن أقدم الاحتلال على صب الباطون في داخل بيته وترحيل العائلة.
تجدر الإشارة إلى أن الأسير قاسم اتهم بقيادته لمجموعة عسكرية في سلوان، واعتقل رفقة الأسرى محمد عودة وعلاء الدين العباسي ووسام العباسي بتهمة المشاركة في عدد من العمليات التفجيرية والاستشهادية التي أوقعت عدد كبير من القتلى في صفوف الاحتلال.