سياسات الاحتلال وانتهاكاته لا تتوقف عند أي خصوصية لأي فلسطين عند الاعتقال، حتى لو كان من ذوي الاحتياجات الخاصة، فإجراءات الاحتلال تطال المريض والكبير بدون أية تغيير لمراعاة الحالة، وسادية الاحتلال لا تتوقف أمام أي حالة إنسانية.
الداعية المحرر الكفيف عز الدين عمارنة (47عاماً) من بلدة يعبد، اعتقل لسبع سنوات في فترات متفاوتة، وفي كل حالة اعتقال كانت تتم معاملته بصورة وحشية بتوصية مخابراتية، يقول المحرر عمارنة الذي تحرر من اعتقال إداري قبل أسابيع، لإعلام الأسرى"الاحتلال ينتقم مني باستمرار ومن العائلة، فقد تم اعتقالي ما يزيد عن السبع سنوات، واعتقل ابني أحمد، ومازال نجلي مجاهد في الأسر وهو محكوم مدة 25 شهراً".
يضيف عمارنة"رفض الاحتلال لمجاهد أن يكون معي داخل الأسر لمساعدتي في قضاء احتياجاتي كوني ضرير، كما اعتقل الاحتلال ابنتي التي كانت وقتها طالبة في جامعة أبو ديس، وخطب نجلي المحرر أحمد وأنا في الاعتقال وتم اعتقالي عام 2015 بعد وفاة والدي بيومين وبيت العزاء لم ينتهي بعد".
والدة الشيخ عمارنة أشار إلى أن والدته المريضة لا تنام في بيتهم خوفاً من الاقتحامات المتكررة للمنزل إما بهدف الاستجواب أو الاعتقال، يوضح عمارنة"في العام 2017، اقتحم الاحتلال منزلي ست مرات، والدتي تعاني من ضعف شديد في عضلة القلب، وهي تخشى من اقتحاماتهم الوحشية فتصاب بحالة موت مفاجئ، وهذا يؤلمني ويؤلمها فهي تحبني وترغب بالنوم في منزلي إلا أن بشاعة الاحتلال جعلتها ترفض المبيت في بيتي، خوفاً من اقتحامٍ للمنزل قد يودي بحياتها".
وعن طقوس الاحتلال، يقول عمارنة لمكتب إعلام الأسرى"البعض يظن أن الاحتلال يعاملني معاملة خاصة عند الاعتقال لأنني كفيف ولا أستطيع رؤية أي شيء، هذا الاعتقاد خاطئ مئة بالمئة، بل القيود تكون أشد في اليدين والقدمين، والأدهى والأمر أن الجنود يسارعون إلى وضع العصبة على عيوني كي لا أرى، ويتم وضعي داخل الدورية مع حراسة مشددة، وأثناء التنقل في البوسطة يكون العذاب المتجدد في كل مرة، وخلال التفتيش الليلي لا يختلف وضعي عن أي أسير في المعاملة القاسية والسادية، بل يتعمد الاحتلال إهانتي كوني ضرير".
لا يتوقف المحرر عمارنة داخل السجن عن العطاء، سواء في مساقات تربوية أو دورات علمية فهو يحمل شهادة الماجستير في الشريعة الإسلامية، ومسجل ببرنامج الدكتوراة في جامعات ماليزيا.
يبيّن عمارنة "الاحتلال يمنعني من السفر لمواصلة تعليمي، ونشاطي العلمي داخل السجن يغيظ ضباط مصلحة السجون فهم لا يريدون أن يكون هناك تبادل للخبرات العلمية بين الأسرى، ويتعمدون سياسة التجهيل بينهم إلا أن الأسرى يصرون على التعلم والاستفادة من بعضهم البعض ويحصلون على الشهادات العلمية المتقدمة، كما كنت أقوم بتدريس علوم القرآن والسند المتصل وغيرها من القضايا الملحة".
يتحدث المحرر الداعية عز الدين عمارنة عن الزيارة في ظل القيود المفروضة، يقول"الزيارة وجعٌ آخر، فالأسير يمنع من مصافحة عائلته وسماع صوتهم بدون هاتف، وكوني ضرير فالزيارة كانت لا تعني لي أي شيء، فلا أستطيع رؤيتهم وسماع صوتهم بوضوح، إضافة أن الاحتلال يرفض منح عائلتي تصريح زيارة، بسبب المنع الأمني وسمح بزيارتي في الاعتقال الأخير في الثمانية أشهر من الاعتقال مرة واحدة، ولم تكن لها أية خصوصية بالنسبة لوضعي".
يختم المحرر عز الدين عمارنة حديثه قائلاً"الاحتلال يمارس سياسة الانتقام لعائلات الأسرى من خلال تكرار اعتقال الأبناء، وبعد الاعتقال يكون الإذلال حتى في اللحظات الأخيرة، فعند الإفراج عني تم تفتيشي بشكل عاري، ورفضت هذا الإجراء إلا أن ضباط مصلحة السجون أصروا على التفتيش العاري ولو كان في اللحظة الأخيرة من الأسر، وهذا الإجراء يدلل على مدى القهر والإذلال الذي يتعرض له الأسرى طوال فترة اعتقالهم، وخلال لحظة الإفراج عنهم".