رصد مكتب إعلام الأسرى 80 حالة اعتقالٍ في مدينة الخليل، خلال شهر نيسان الماضي، 18 منهم من الأطفال وأربعة من النساء، في الوقت الذي لا تزال مدينة الخليل تتصدر قائمة أكثر المدن التي تتعرض للاعتقالات بعد مدينة القدس.
مكتب إعلام الأسرى أوضح بأن الاحتلال يقتحم يومياً بلدات وقرى في الخليل، ويُجرى حملات دهم وتفتيش واقتحام للمنازل، ويعتقل غالباً عدداً من المواطنين من كافة الشرائح من بينهم نساء وأطفال ومرضى وأسرى محررين، إضافة إلى مصادرته خلال عدد من الاقتحامات مبالغ مالية من منازل البيوت التي يداهمها.
اعتقال النساء والأطفال
ويواصل الاحتلال اعتقال النساء والقاصرين في الخليل بحجج مختلفة، فقد وصلت حالات الاعتقال بين القاصرين خلال شهر نيسان إلى (18) حالة اعتقال، منهم الطفل أنس محمد قنيبي(9 سوات) وشقيقه عامر(12عاماً)، وذلك بعد اقتحام منزل عائلتهم في البلدة القديمة بالخليل، والاعتداء عليهم بالضرب؛ بحجة إلقاء الحجارة على سيارات المستوطنين، كما واعتقل الطفل فراس يعقوب النتشة(12عاماً) من ذات المنطقة ولذات التهمة.
وأفاد مكتب إعلام الأسرى بأن شهر نيسان شهد اعتقال أربعة نساء بينهم صحفيتين تعملان كباحثتين حقوقيتين وميدانيتين في مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، وهما منال الجعبري وتم اعتقالها على حاجز في محيط الحرم الإبراهيمي خلال عملها في توثيق جرائم الاحتلال دون معرفة الأسباب، ومنال دعنا، واعتقلت من وسط مدينة الخليل وتم نقلهما لأحد مراكز الاحتلال القريبة للتحقيق.
الاحتلال أفرج عن الصحفيتين الجعبري ودعنا بعد ساعات من التحقيق معهن حول عملهن وتوثيقهن لممارسات الاحتلال الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني، فيما اعتقل السيدة منى عطية زيدات(38عاماً) بعد مداهمة منزلها في بني نعيم، واعتقل الطالبة في جامعة خضوري ابتهال خضر ابريوش(20عاماً)من بلدة بيت كاحل، أثناء خروجها من الجامعة، بعد اعتداء المستوطين عليها، وجرى نقلها للتحقيق، وتمديد اعتقالها لخمس أيام.
القرارات الإدارية
وواصلت محاكم الاحتلال خلال شهر نيسان الماضي إصدار القرارات الإدارية بحق أسرى الخليل، فقد رصد مكتب إعلام الأسرى إصدار(17) قراراً إدارياً، منها خمس قرارات إدارية تصدر للمرة الأولى، و12 قراراً بتجديد الفترات الاعتقالية لأسرى إداريين لمرات جديدة، تراوحت ما بين شهرين إلى ستة أشهر.
وبيّن مكتب إعلام الأسرى أنه ومن بين من صدرت بحقهم قرارات إدارية من الخليل الأسيرة خديجة جبريل ربعي(33عاماً)فقد جدد لها الاحتلال القرار الإداري مدة شهرين، للمرة الثالثة على التوالي مع الموافقة على إصدار قرار جوهري بحقها، وهى أم لخمسة أبناء.
كذلك صدر أمر إداري للمرة الرابعة ومدة أربعة أشهر، بحق أحد أبطال معركة الأمعاء الخاوية المعاد اعتقاله ثائر عزيز حلاحلة(38عاماً) من بلدة خاراس، وهو معتقل منذ عام، وكان أمضى 13 عاماً في سجون الاحتلال.
وشهد شهر نيسان أيضاً على تعليق الأسير سامي محمد جنازرة(45عاماً)من مخيم الفوار إضرابه المفتوح عن الطعام، والذي استمر 32 يوماً، وذلك بعد التوصل معه لاتفاق يقضي بتجديد الاعتقال الإداري له لمدة ثلاثة شهور للمرة الثالثة على أن تكون الأخيرة، فقد تم الإفراج عنه فوراً بعد انتهاء التجديد الثالث، وبذلك يكون موعد الإفراج عنه في الحادي عشر من نوفمبر القادم.
الأسير جنازرة خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام بعد تجديد قرار الإداري له للمرة الثانية، فقد أعيد اعتقاله بتاريخ 13/12/2017، وصدر بحقه أمر اعتقال إداري لمدة أربعة أشهر، وقبل أن ينتهي بأيام قليلة، جددت له المحكمة القرار الإداري للمرة الثانية، علماً بأنه أسير محرر اعتقل لأكثر من عشر سنوات، وخاض سابقاً إضراباً عن الطعام لمدة 70 يوماً.
محكمة عوفر العسكرية أصدرت خلال شهر نيسان حكماً يقضي بالسجن الفعلي لمدة 17 عاماً بحق الأسير الجريح محمد فهيم شلالدة، من بلدة سعير، إضافة إلى فرض غرامة مالية بقيمة 60 ألف شيقل بحقه.
الأسير شلالدة أُدين بتنفيذ عملية دهس قرب بلدة بيت أمر شمال الخليل أصاب خلالها عدداً من الجنود أواخر العام 2015، ثم تم إطلاق النار عليه، وأصيب بعدة رصاصات بقي بعدها ثلاثة أشهر في حالة غيبوبة، وما زال يعاني من إصابته في ظل تعرضه لإهمال طبي متعمد.