يستمر الاحتلال بارتكاب ممارسات وإجراءات وأساليب نفسية ذات طابع عقابي عنصري ينال من أفراد عائلة الأسير الذين يحرمون من رؤيته لسنوات، فتارةً يُحرم الأم والأب ويسمح للشقيق أو الشقيقة بالزيارة، حتى يزيد من حزن الأسير ووالديه، وتارةً أخرى يعطى التصريح لطفلٍ صغير بدون أمه.
المحرر المريض عدنان حمارشة، هو والد الأسير المريض الطفل أنس حمارشة، المعتقل من شهر تشرين أول الماضي والأسير عمر الذي اعتقل عقب شقيقه بفترة قصيرة، تحدث لمكتب إعلام الأسرى حول سياسة رفض التصاريح بحق عائلته.
يقول حمارشة"في الزيارة الأخيرة التي كانت قبل أسبوعين، منح الاحتلال زوجتي تصريح زيارة، ومنع باقي أفراد العائلة من الزيارة، عندها تمنيت أن أكون فراشة كي يكون باستطاعتي الوصول إليهم، فأنا أسير سابق لمدة تزيد عن العشر سنوات وأعلم ماذا تعني الزيارة للأسير، وكيف يتأثر حين يحرم منها، فهي بمثابة محطة إفراج مؤقتة".
يضيف المحرر عدنان حمارشة"هناك آلية متعمدة لدى الاحتلال في منح التصاريح الأمنية وهي مبنية على الإيذاء النفسي للأسير وعائلته، فالحرمان هو أساس هذه السياسة العنصرية".
ويقول وائل داود، شقيق الأسير محمد أقدم أسير في محافظة قلقيلية"جميع أفراد العائلة محرومين من الزيارة، ويتم إعطائنا تصريح أمني لزيارته كل عام تقريباً، ولا يزوره سوى شقيقتي فقط وهي الجسر الذي يربطنا به، وتحدثنا عن فرح شقيقي الأسير بالزيارة بالرغم من حرمان باقي العائلة، فهو يرى أن وجود زيارة أفضل من عدمه كلياً".
والدة الأسير المريض عثمان يونس، الحاجة صبحية يونس، من سكان قرية سنيريا، جنوب قلقيلية تقول"أنا لا أستطيع أن أزوره، فعمري 70 عاماً وعندما يتم نقله إلى سجن قريب أستطيع وبصعوبة تحمل الزيارة، وجميع أفراد العائلة محرومين من زيارته".
تضيف والدة الأسير عثمان يونس"ابني يعاني من عدة أمراض نتيجة تعرضه لعدة رصاصات أثناء اعتقاله عام 2002 داخل مستشفى رفيديا في نابلس، وعدم الزيارة يشكل لنا كابوساً، ودائماً ما نتوجه للصليب الأحمر حتى نحصل على تصاريح ويكون الجواب دائماً: لا يوجد رد على طلب الحصول على تصريح زيارة".
شقيقة الأسير عثمان يونس، منال يونس قالت أيضاً"الاحتلال يعلم عدم مقدرة والدتي على الزيارة لبُعد السجن في رحلة تستمر يوماً كاملاً من الذهاب والإياب، لذا تعطيها التصريح الأمني وتحرم الجميع من التصريح وهنا تكون المعادلة الصعبة".
تضيف يونس"هدف الاحتلال هو إيجاد إرباك وعدم استقرار من خلال سياسة منح التصاريح الأمنية للزيارة، والصليب الأحمر عبارة عن ساعي بريد لا يتدخل في آلية منح التصاريح، حيث يرفض الاحتلال منح أي جهة مهما كانت صفتها التدخل في هذه القضية؛ حتى يتحكم بعائلات الأسرى من حيث العقاب والتنغيص عليهم".