لم ترفع والدة الأسير الطفل المريض أنس حمارشة (16عاماً) من بلدة يعبد، قضاء مدينة جنين، ريم حمارشة، سقف طموحاتها بما يتعلق بأمنياتها لابنها الأسير، ودت فقط لو يعود لمنزله وأصدقائه وحارته، مشيرةً إلى أن الاحتلال باعتقاله لابنها حرمه طفولته، وفوق ذلك يتوعد له بحكم تعسفي.
والدة الأسير أنس حمارشة تعرف معنى الأسر جيداً، فهي خاضت تجربة الاعتقال سابقاً حين كانت عائدة من الأردن رفقة زوجها عدنان حمارشة، فقد جرى إيقافهما على معبر الكرامة بتاريخ 16/2/2014، واعتقالها وزوجها، لتقضي ثمانية أشهر قيد الأسر، في حين جرى الحكم على زوجها بالسجن مدة 15 شهراً.
تقول والدة الأسير أنس حمارشة في حديثٍ لها لمكتب إعلام الأسرى"اعتقالي أنا وزوجي لم يكن بحجم صدمة اعتقال ابني الطفل المريض أنس والذي يحتاج إلى علاج ومتابعة مستمرة، ولا يستطيع الحركة بشكل طبيعي كما أن مرضه النادر وهو تآكل رأس الفخذ، سيؤدي إلى إصابته بإعاقة دائمة".
تستذكر ريم حمارشة يوم اعتقال نجلها أنس فتقول"في السابع من شهر تشرين أول الماضي، حاصر الاحتلال منزلنا وظننا أن الاعتقال لزوجي فقد اعتدنا اعتقاله المتكرر رغم مرضه واستخدامه الكرسي المتحرك، إلا أننا صدمنا أن الاعتقال كان لأنس، سمحوا لي بتوديعه ثم جرى نقله إلى مركز تحقيق الجلمة، رغم وجود أوراق وتقارير طبية تتضمن تأكيداً بمعاناته من مرض نادر يحتاج رعاية طبية مستمرة".
اليوم ترى ريم حمارشة نجلها أنس حين تذهب لحضور محكمته رفقة زوجها، توضح"عند زيارته في المحكمة العسكرية في سالم أثناء محاكمته نمر في رحلة شاقة من الانتظار أمام بوابة المحكمة، نمر عبر ممر ضيق لمئات الأمتار، ثم ننتظر في القاعة الخارجية، وندخل للقاعة الرئيسية ونخضع للتفتيش المذل، ثم يتم نقلنا إلى قاعة المحاكمة، وهناك يتجلى مشهد عنصري وحزين، حين يدخل أنس مكبل القدمين إلى القاعة، ويقف الجنود أمامه كي لا أستطيع مشاهدته بسهولة، أو التحدث معه بلغة الإشارة، فكل شيءٍ في المحكمة مقيد".
تضيف حمارشة"الاحتلال قطع أحلام وطموح ابني أنس وحوله من طالب علم متميز وصل مرحلة التوجيهي ولديه أمل بمواصلة الدراسة، إلى أسير مقيد بين جدران وتشديد أمني وإهمال طبي ينال من صحته وهو في مقتبل العمر".
والدة الأسير أنس حمارشة تلوم المؤسسات الحقوقية والإنسانية والدولية لصمتها أمام جريمة اعتقال أنس، وتوجه تهم له بإلقاء عبوات ناسفة وهو مريض ولا يستطيع الحركة بسهولة، مشيرةً إلى أن الاحتلال يمعن في انتهاك الطفولة الفلسطينية وابنها أنس جزء من عمليات الانتهاك بحق هذه الطفولة المعذبة في فلسطين، ومشهد التعامل العنصري مع ابنها الأسير أنس يتكرر في مئات الحالات داخل الأسر.
تشير أم أنس حمارشة إلى أن عائلتهم تتعرض لاستهدافٍ بشكلٍ مستمر، فهي تشير إلى أنها اعتقلت سابقاً رفقة زوجها، وتركت الأولاد وحدهم، ثم اعتقل زوجها في وقتٍ آخر وصادر الاحتلال مركبته الخاصة، واعتقل كذلك عقب ذلك أنس، ثم اعتقل شقيقه الأكبر عمر، تقول والدة الأسير أنس حمارشة"الآن لي ابنين في الأسر، عمر وأنس، واستهداف الاحتلال لنا لا يتوقف".