مع مرور ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، لا زال الحزن مخيماً على عائلة اعمير، في قرية بيت أمين، قضاء قلقيلية، فنور ونضال وعبد السلام، ثلاثة من أبناء العائلة الأشقاء يتواجدون في مدافن الأحياء، ويواجهون أحكاماً تعسفية.
مكتب إعلام الأسرى التقى بشقيق الأسرى الثلاثة، عمر اعمير، للحديث حول معاناة العائلة وسنوات الانتظار الطويلة، وأحكامهم التعسفية، يقول عمر اعمير"يواجه شقيقي نور حكماً بالسجن الفعلي مدة 30عاماً، وهو معتقل منذ العام 2003، وعقب إصدار حكمه النهائي، أضافت محكمة الاحتلال تهمة جديدة للوائح الاتهام السابقة بحقه وهي التخطيط لتنفيذ عملية خطف جندي وقتله، ليضاف إلى حكمه 30 سنة أخرى، في حين يواجه شقيقي نضال حكماً بالسجن المؤبد لمسؤوليته المباشرة عن خطف الجندي، ويقضي عبد السلام حكماً مدته 102 عاماً".
يضيف عمر اعمير لمكتب إعلام الأسرى"نحن كعائلة نعيش الأمريّن فشقيقي الأسير عبد السلام لديه زوجة و11 ولداً، وشقيقي الأسير نضال لديه زوجة وتسعة أطفال، ونحن كأفراد عائلة مكونة من 12 شقيقاً اعتقلنا جميعاً في الأسر".
يؤكد شقيق الأسرى الثلاثة على أن الاحتلال يرفض جمع الأسرى الأشقاء الثلاثة في سجن واحد، فشقيقيه نور وعبد السلام موجودان في سجن بئر السبع، في حين يتواجد شقيقه نضال في سجن نفحة، مشيراً إلى أن الاحتلال يعمد لنقلهم بشكل دائم من السجون، لمنعهم من الاستقرار وتعذيب العائلة في الزيارات والإرجاع نتيجة نقلهم، رغم التصاريح سارية المفعول.
يبيّن عمر اعمير، طبيعة الحياة دون أشقائه الثلاثة في الوقت الذي يترك كلٍ منهم عائلةً خلفه، يقول"والدي ووالدتي يعيشون مع عائلات أشقائي الأسرى، ويكتوون بنار أسرهم، فهم لا يستطيعون الإجابة على أسئلة الصغار والكبار معاً، كما أن الاحتلال يداهم منزلنا باستمرار ويهددنا".
الاحتلال يتهم الأسرى الأشقاء بتنفيذ عملية خطف جندي طيار وقتله وإخفائه في أحد الآبار المجهولة قبل عدة سنوات، يوضح شقيقهم عمر"يعتبرون شقيقي نور هو المدبر لهذه العملية، وتم عزله إنفرادياً عدة سنوات، وإضافة 30 عاماً على حكمه ليصبح 60عاماً".
والدة الأسرى الثلاثة، الحاجة فاطمة(65عاماً)تكاد الدموع لا تفاق عيونها، فقلبها مكلوم، وتحتاج إلى من يطمئنها عن أخبار أولادها، تقول الحاجة فاطمة"أن يكون ثلاثة أبناء لي داخل السجن أمرٌ لا يطاق ولا تتحمله النفس، وحرماننا من الزيارة عقاب جماعي لنا ولهم، وأخشى أن لا أراهم ويداهمني الموت، فأنا مريضة ولا استطيع الذهاب إلى زيارتهم، ومنذ اعتقالهم لم أراهم، وأمنيتي أن أحضنهم وأشعر بهم".
تضيف الحاجة فاطمة، لمكتب إعلام الأسرى"لغة التخاطب معهم هي الدعاء لهم ليل نهار، وعندما أشاهد أطفالهم أحاول أن أخفي دموعي لكن لا استطيع، فالدموع لا تتوقف على فراقهم وعدم قدرتي على زيارتهم، وفي بعض الأحيان أسمع صوتهم من خلال اتصال من داخل السجن، وهذا يعوض شيئاً من الفراق والبعد".
والد الأسرى الثلاثة، قال أيضاً لمكتب إعلام لأسرى معبراً عن ألم العائلة"تجربة الأسر في عائلتي متجذرة منذ زمن طويل فجميعهم عاشها، إلا أن الأحكام هذه المرة كانت مؤبدة وصاعقة، فحكم المؤبد حكم بالإعدام بشكل غير مباشر، فعندما يفكر الشخص بعدد سنوات السجن التي تصل بالمئات والآلاف ينتابه شعور بالحزن أن تذبل أعمار الأسرى خلف القضبان بهذه الطريقة".
حلوة اعمير، زوجة الأسير عبد السلام روت لمكتب إعلام الأسرى تفاصيل الألم في حياتها مع 11 ابناً، فقالت"أحاول أن أخفف من واقع الحزن، إلا أن محطاته تداهمنا باستمرار، فزواج ابنتي كان صعباً ووالدها خلف القضبان، ومرت مناسبة الزواج مع تنغيص وحزن كان ظاهراً علينا جميعاً، فلا مكان للفرح والأب والأعمام في الأسر".