يتغنى الأسرى في سجون الاحتلال بقصة فدائي عيون الحرامية، الأسير ثائر حماد، من سكان بلدة سلواد، قضاء مدينة رام الله، يفرحون بالحديث عن تفاصيل عمليته التي قتل فيها 12 جندياً ومستوطناً ببندقية تعود للحرب العالمية الثانية، وباستخدام 26 طلقة، وينقلون لمن ينعمون بالحرية رسالة التضحية فداءً للأرض والشعب والوطن.
مكتب إعلام الأسرى تحدث مع عدد من الأسرى في سجون الاحتلال، للحديث حول فخرهم بقصة الفدائي حماد، ومنهم الأسير نضال الذي قال"الأسير ثائر حماد أثبت للقاصي والداني أن من يريد أن يعمل لأرضه وشعبه، لا يحتاج إلى إمكانيات جبارة، وهو خير مثال".
يوضح نضال"ثائر اشترى بندقية قديمة وتدرب بنفسه على الأهداف، وقرر أن يدافع عن شعبه وأرضه بعد أن قامت الدبابات باقتحام المدن، الحاجز العسكري المعروف بحاجز عيون الحرامية كان ينال من كرامة المسافرين من رام الله ومدن شمال الضفة الغربية، فجاء الأسير ثائر حماد ليقتص من الاحتلال رغم امتلاكهم أسلحة متطورة، وامتلاكه لبندقية قديمة، ونحن هنا نتداول قصته بعزة وعنفوان".
الأسير عزام، الذي يقضي حكماً بالسجن مدة ست سنوات قال"قصة الأسير ثائر حماد تشكل قدوة للشعب الفلسطيني، فقد أعاد الأذهان لبطولات الثورات العربية كبطولة عمر المختار الذي دوخ الايطاليين في ليبيا بعتاد عسكري متواضع، كذلك الأسير ثائر جعل الاحتلال وجهاز مخابراته يتخبط لأكثر من 30 شهراً وهو لا يستطيع فك اللغز المعقد".
يضيف عزام"الأسير ثائر شاب صغير استطاع تضليل جهاز مخابرات الاحتلال لمدة تزيد عن الثلاثين شهراً، وشعر ضباط مخابرات الاحتلال بالعجز، ولولا عامل الصدفة لما استطاع الاحتلال فك اللغز".
يرى الأسير محمد في قصة الأسير ثائر حماد قيمةً تدرس في كافة السجون من خلال الدورات التي تعقد، فهي تحمل دلالات كبيرة من حيث تغلب الإرادة الفلسطينية على قوة وجبروت الاحتلال، ولا مقارنة بين إمكانية الأسير ثائر حماد وبين إمكانيات الجنود على حاجز عيون الحرامية، فهم كانوا يمتلكون أسلحة اتوماتيكية حديثة ومدربين بشكل علمي، ولم يستطيعوا الرد على مصدر النيران أو وقف القتل".
يضيف محمد"هذه التفاصيل لها قيمتها من الناحية العسكرية إلا أن الأسير ثائر حماد عطل كل الإمكانيات بإرادته القوية التي لا تعرف المستحيل، وكانت أعصابه باردة وغير متوترة قبل العملية وأثناء العملية وبعدها، حيث اعتقله الاحتلال عقب العملية وأطلق سراحه، واستطاع التمويه عليهم ونجح بذلك، حتى أن أحد ضباط المخابرات دخل على زنزانته وأدى له التحية العسكرية، وهذا له دلالات قوية".
يعقب الأسير طارق على بعض تفاصيل العملية قائلاً" ما ذكره الأسير البطل ثائر عن امتناعه قنص مستوطنة مع أطفالها يثبت طهارة السلاح الفلسطيني وأهدافه النبيلة، وأنه لا يتجاوز الحدود في حربه مع الاحتلال، بينما الاحتلال يقتل الأطفال قبل الكبار ويعتقلهم في مدافن الأحياء ويعدمهم في الشوارع ويدهسهم بدورياته العسكرية ويكسر عظامهم".
يختم طارق حديثه بالقول"امتناع ثائر عن قتل الأطفال وهم في مرمى النيران وتحت سيطرته، تاج وقار على جبين كل الأسرى، يؤكد أنهم أسرى لقضية سامية، وليسوا كما يروج الاحتلال قتلة ومجرمين".