لا يُلقِ الاحتلال بالاً بشكل نهائي لذوي الاحتياجات الخاصة عند الاعتقال، بل يتعامل معهم كمعاملته للأسرى الأصحاء، من حيث طريقة اعتقالهم، وأماكن احتجازهم، وطرق التحقيق معهم، وتنقلهم من سجن إلى آخر.
مراسل مكتب إعلام الأسرى يسلط الضوء على معاناة الأسير جمعه سعد خليفة أبو جبل(52عاماً) من مدينة جنين، وهو أحد ذوي الاحتياجات الخاصة.
الأسير أبو جبل يعاني بتراً في رجله اليسرى ويستخدم طرفاً صناعياً، إضافة إلى إصابته بعدة أمراض أخرى، وكل ذلك لم يمنع الاحتلال من إعادة اعتقاله مرات ومرات، فمؤخراً أعاد الاحتلال اعتقاله، وفرض عليه أمر الاعتقال الإداري لمدة شهرين.
وأوضح مراسل إعلام الأسرى بأن معاناة أبو جبل بدأت مع اجتياح مخيم جنين عام 2002، فقد توجه إلى أحد المحلات ليجلب طعاماً لأبنائه خلال الحصار، وتحديداً في الثامن من نيسانـ وخلال عودته تعرض لإطلاق نار من أحد القناصة فأصابه في قدمه اليسرى، وبعد ذلك أحاط به مجموعة من الجنود واعتقلوه بعد أن فقد القدرة على الحركة، واقتاده الجنود إلى منطقة جبلية وحققوا معه ميدانياً، وأخذوا يعذبونه من خلال القفز على صدره وهو مصاب، واستمر على هذا الحال ثلاث أيام متواصلة، قبل أن ينقلوه إلى مستشفى العفولة.
ونتيجة الإهمال الطبي في علاج ساق الأسير أبو جبل أصيب بالتهابات شديدة، وأخبره أطباء الاحتلال في المستشفى بأنهم سيجرون له عملية قطع ساقه المصابة من أسفل الركبة، وبعد إجراء العملية تفاجأ بقيامهم بقطعها من أعلى الركبة.
أطباء السجن كانوا أجروا في وقتٍ سابق عملية للأسير أبو جبل وهو مقيد الرجل اليمنى واليدين ودون تخديره، مما سبب له آلاماً شديدة وصراخاً متواصلاً، ومن ثم مكث في مستشفى العفولة (20يوماً) قبل نقله إلى مستشفى الرملة، وهناك ركبوا له طرفاً صناعية.
أبو جبل أمضى في تلك الفترة عاماً ونصف في الاعتقال الإداري المتجدد، قضى معظمها في مستشفى الرملة كونه يعد أحد الحالات المرضية ومن ذوى الاحتياجات الخاصة، وأطلق سراحه في أكتوبر من العام 2003، ليعاد اعتقاله مرة أخرى في يناير من العام 2004، أي بعد 3 شهور فقط من الإفراج عنه، وأمضى عدة شهور في الإداري وأطلق سراحه لاحقاً.
عام 2012 أعاد الاحتلال اعتقاله من جديد، للمرة الثالثة، ولمرة رابعة أيضاً أواخر العام 2013، وبذلك يكون قد أمضى ما يزيد عن خمس أعوام في الأسر، معظمها في الاعتقال الإداري، دون وجود تهمة واضحة.
الأسير أبو جبل أب لسبعة أطفال، ويعتبر هذا الاعتقال الخامس بحقه، منذ اعتقاله بتاريخ 31/1/2018، وقد أصدرت المحكمة بحقه قرار اعتقال إداري لمدة شهرين دون أن تلتفت إلى وضعه الصحي، فعلاوةً على بتر ساقه يعاني الأسير أبو جمل من مرض ضغط الدم المزمن، والالتهابات الحادة في المسالك، ووجود حصوة في الكلى تسبب له آلاماً شديدة، فحياته معرضة للخطر.
عائلة الأسير أبو جمل ناشدت كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية من أجل إنقاذ حياته لأن اعتقاله يشكل خطراً حقيقياً على حياته نظراً لالتزامه بأخذ الأدوية بشكل دوري ومراجعته الدورية لدى العديد من الأطباء المختصين، كما أن بيئة السجن لا تتناسب مع حالته الصحية.