الأسير الجريح عكرمة خماش: ملفٌ إداريٌ بلا سقف وأوضاع صحية لا تحتمل بقائه في الأسر
تقرير/ إعلام الأسرى

لا تترك أوجاعها تقف أمام أن تنصف ابنها بأجمل العبارات، تصفه تارةً بالأسد، وتارةً بالجميل الوسيم، تنتظر فرحة حريته كما باقي أمهات الأسرى، ترى طيفه وقد جاء ليعانقها من بعيد، وتتخيل يوم حريته في كل لحظة ودقيقة، تفكر في أوضاعه الصحية، وتتذكر كيف علمته قص أظافره وإقفال أزرار معطفه، تراه بقلبها لا بعينها فقط، وتصارع المحاكم والأوامر الإدارية كل يوم لتراه في بيتها سالماً من آثار الاعتقال والمرض والملف الإداري المتجدد.

والدة الأسير الإداري عكرمة جمال مصطفى خماش(27عاماً) من نابلس، تقص حكاية ابنها بتفاصيلها المؤلمة، وتتحدث لمكتب إعلام الأسرى حول ظروف اعتقاله وملفه الإداري والأوضاع الصحية الشائكة التي يعاني منها قبل اعتقاله وحتى هذا اليوم، تقول والدة الأسير خماش" اعتقل الاحتلال عكرمة بتاريخ 25/8/2023 من البيت، دمروا كل شيء خلال اعتقاله، اعتدوا علينا وعلى أبنائي بالضرب، وأخذوه معهم".

يمضي الأسير عكرمة خماش حكمه الإداري في سجن النقب، توضح والدته" أنهى عكرمة سنتين في الاعتقال الإداري ويدخل سنته الثالثة، تقدمنا بطلب استئناف ضد حكمه وتم رفضه كما وتم إعطاؤه حكم إداري في المرة الأخيرة مدته 4 أشهر ولم يتم تثبيت المدة أو إعطاؤه حكم جوهري حتى اليوم".

وحول ملفه الصحي تروي والدته تفاصيل ما حدث معه من إصابة سابقة وما خلفت الإصابة لديه من آلام، تقول" خلال أحداث البلدة القديمة لم تفارق "الدرون" في ذلك الوقت سماء المكان، كان عكرمة يرافق أحد أصدقاؤه حين تعرض لانفجار لا زلنا نجهل تفاصيله، فلا نعلم إن كانت الطائرة من أحدثت الانفجار أو عبوة تم تفجيرها من الاحتلال به، ونتيجة لإصابته هذه تعرض لبتر في يده اليمنى وفي قدمه اليسرى".

مكثت أم الأسير عكرمة خماش أشهر طويلة في المستشفى التخصصي بنابلس، أجريت له عمليات كثيرة لقاء إصابته، حتى تقرر بتر قدمه ويده، كما أوضحت والدته بأن قدمه الأخرى نجت من البتر بأعجوبة، واليوم وبعد اعتقاله لا تعلم العائلة على وجه الدقة ظروفه الصحية بشكلٍ كامل، غير أن الاحتلال رفض أن يأخذ في أثناء اعتقاله له أدويته التي ركضت أمه خلفهم لتعطيه إياها خوفاً على صحته، ولم يسمحوا له بهذا الحق.

تقول والدته" حين تم اعتقاله لحقت بهم بالكيس الذي يحتوي على أدويته كنت أخبرتهم بأنه بحاجة ماسة لها وأضحت لهم ما يعانيه من ملف صحي، لكنهم رفضوا أخذها معهم واليوم يطالب ابني بأن يتم نقله للعيادات وتقديم علاج له، لكننا لا نعلم ماهية أوضاعه الصحية في الأسر".

إلى جانب البتر، يعاني الأسير خماش من آثار الإصابة في أماكن أخرى من جسده، تروي والدته" يعاني عكرمة من ضعف شديد في السمع، كنا نجهز لموعد لعملية له في أذنه، لكن الاعتقال كان أقرب علينا من موعدها، ونتيجة ذلك توقفت رحلة علاجه، فقد عكرمة كذلك أسنانه وكنا نسعى لأن نعالجه من هذا الأمر واليوم يعتقله الاحتلال ويحرمه من حق العلاج وعيش حياة طبيعية".

تذرف والدته دموعها وهي تقول كنت أطحن له الطعام بنفسي، فلا يستطيع الأكل نتيجة فقد أسنانه بعد ما خلفت الإصابة لديه من أوجاع، اليوم لا أعلم حاله، كنت قد علمته قص أظافره لوحده، كيف يقفل معطفه لوحده كذلك بعد أن تعرض للإصابة أخبرته بأنه ربما يأتي يوم ولا أكون موجودة بجانبه لأساعده وكان الاعتقال هو هذا اليوم.

يحتاج الأسير عكرمة لأدوية كثيرة لقاء ما يعانيه من ملف صحي، يحتاج لدهون للتقرحات التي نتجت عن بتر يده وقدمه، ويحتاج لمتابعة صحية، ولا تعلم العائلة طبيعة ما يتم تقديمه له من علاج في السجون.

أم الأسير خماش ربت أولادها بعد أن فقدت زوجها وكانوا صغاراً، اليوم تصارع بصبرها وصمودها ملف اعتقال نجلها الإداري، تراقب محاكمه وتتقدم رفقة محاميه بجلسات استئناف ضد حكمه الإداري، تبذل جهداً كبيراً كي تراه حاضراً معها، وتسعى لأن تسلط الضوء على قضية اعتقاله وحكمه وملفه الصحي الذي توقف علاجه فيه عقب الاعتقال، وتنتظر كل يوم خبراً يطمئن قلبها حول قرب الفرج وحرية نجلها.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020