اسمٌ صنع مجده بنفسه
الأسير المؤبد يعقوب قادري: عزلٌ وملفٌ صحي لا تعرف عائلته تفاصيله الأخيرة
تقرير/ إعلام الأسرى

الاسم المناضل الذي عرف بين أوساط الأسرى بحبه لبلاده، وسجله النضالي الذي بدأه في عمرٍ غض، ورفضه لاعتقاله وحكم الاحتلال له، صنع حرية له بنفسه، ووصف الأيام التي قضاها في حينها بأعظم أيام حياته وأجملها، استطاع رفقة أسرى آخرين تحقيق أسطورة فريدة من نوعها وانتزاع حريتهم من سجن جلبوع، خلال ما عرف بأبطال نفق جلبوع الذين خرجوا منه أحراراً إلى بلادهم في العام 2021، قبل أن يعيد الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى.

الأسير المناضل صاحب أسطورة الحرية، يعقوب محمود قادري(53عاماً) سكان قرية بير الباشا، قضاء مدينة جنين، تغيب معلوماته في ظل ما يعاني منه الأسرى في أعقاب حرب السابع من أكتوبر من تضييقات في زيارة المحامين، وحرمان من الزيارات وحق العلاج ومعرفة آخر أخبارهم، مكتب إعلام الأسرى تحدث إلى شقيقة الأسير قادري للوقوف على آخر تطورات وضعه الصحي والاعتقالي.

تقول شقيقة الأسير يعقوب القادري" قبل ما يقارب الشهرين استطاع محامي أن يزور يعقوب أخبرنا في وقتها أنه متعب ويعاني من وضع صحي سيء، لا يسمح للمحامين بزيارته كما اليوم، وهو متواجد في عزل رامون، ومنذ ذلك الوقت لا نعلم عنه شيئاً".

الأسير قادري وبحسب تأكيد شقيقته يعاني من مشاكل صحية في الغدة الليمفاوية، كما ويعاني من"دسك" في الظهر، ولديه ارتفاع في ضغط الدم، وبخلاف هذه المعلومات لم يصل لعائلته أي أخبار جديدة بخصوص عزله ووضعه الصحي، وتضيف شقيقته" أضيف لحكم أخي 5 سنوات أخرى، وهذا لن يغير شيء لأنه محكوم أصلاً بأحكام مؤبدة".

الأسير يعوب قادري استطاع في العام 2021 أن يسترجع حريته من سجن جلبوع، حيث حفر رفقة خمسة أسرى آخرين نفقاً واستطاع عبره أن ينال حريته، قبل أن يقوم الاحتلال بإعادة اعتقاله، وإضافةً إلى حكمه المؤبد مرتين و35 عاماً، أضيف له حكم آخر مدته 5 سنوات بعد ذلك، كما وفرضت بحقه غرامة مالية كذلك.

بعمر ال15عاماً فقط، حمل الأسير يعقوب القادري هم بلاده، طفلاً غضاً في عمره اعتقل آنذاك ونال حريته لاحقاً، وترك بصمةً نضالية خلال الانتفاضتين وكان له دور بارز في معركة جنين عام 2003، وتعرض لمطاردة طويلة استمرت عامين استطاع خلالها أن يهزم استخبارات الاحتلال، حتى اعتقل في نهاية المطاف في العام 2003، وصدر بحقه حكمٌ بالسجن المؤبد بعد اتهامه بالمشاركة في عملية أدت لقتل مستوطن وإصابة آخر قتل لاحقاً على إثرها.

لا ترى عائلة الأسير قادري في الحكم المضاف لحكمه المؤبد الفرق، فهو وبعد 4 أشهر مكث فيها في التحقيق ونال ما نال من ضربٍ وتنكيل، صدر بحقه حكمٌ مؤبد مرتين إضافة ل35 عاماً، والخمسة التي أضيفت لقاء نيله حريته من سجن جلبوع لا تشكل بالنسبة لاسمٍ بارزٍ كاسمه الأمر الجلل، لكن عزله الانفرادي وملفه الصحي الذي لا تعلم عائلته عنه الشيء الكثير وغياب أخباره هو من أصعب مراحل اعتقاله.

الأسير قادري أسطورة نضالية استهدف الاحتلال قتلها مراتٍ عدة قبل العام 2003، حيث تعرض لمحاولات اغتيال متكررة، وهو من الأسرى الذين يتركون بصمتهم في سجون الاحتلال وفي أذهان أشقائهم الأسرى، واستطاع أن يكمل تعليمه من داخل السجون وحصل على درجة البكالوريوس في تخصص التاريخ من جامعة الأقصى في غزة.

طاردت الأسير يعقوب لحظات فقد كثيرة خلال فترة اعتقاله، فقد والدته عام 2022، ولم يستطع أن يودعها، وفي العام 2024 فقد والده كذلك وحرم من أن ينال حريته ويشاركهما في آخر لحظات حياتهما، ولا زال حتى اليوم يعاني مرارة الاعتقال وغياب الأخبار وانقطاع سبل زيارة المحامين له.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020