يستقبل أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطيني عيد الأضحى لهذا العام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وسط واقع إنساني كارثي، وإجراءات عقابية متصاعدة حولت فرحة العيد إلى وجع مضاعف وذكريات تتآكل بين جدران الزنازين.
وتحرم سلطات الاحتلال الأسرى من أبسط الحقوق التي كفلتها القوانين الدولية والإنسانية، إذ يمنعون من الزيارات العائلية، ومن الاتصالات الهاتفية، وحتى من سماع رسائل ذويهم عبر أثير الإذاعات كما كان معمولا به في السنوات الماضية.
كما تمنع إدارة السجون وصول الرسائل المكتوبة وصور الأبناء والأحبة ما يجعل العيد يمر كغيره من الأيام الثقيلة داخل الأسر، بل أشد.
ويعاني الأسرى من تجريد تام من الحقوق بما في ذلك التضييق على زيارات المحامين، ومصادرة جميع مقتنياتهم الشخصية، بما في ذلك الملابس والأغطية، فضلا عن مواصلة سياسة القمع والاقتحامات، والتنقلات التعسفية بين السجون، والإهمال الطبي المتعمد.
ويزداد المشهد قسوة مع موجات الحرّ وارتفاع درجات الحرارة داخل الزنازين، حيث تفتقر السجون للتهوية المناسبة، ويمنع الأسرى من الحصول على أدوات التنظيف والتعقيم ما أدى إلى تفشي أمراض جلدية معدية بينهم، وسط شح كبير في مياه الشرب والنظافة.
ويعيش عشرات الأسرى المرضى أوضاعا أكثر قسوة، إذ يحرمون من العلاج والمتابعة الطبية رغم معاناتهم من أمراض مزمنة وخطيرة.
إن ما يجري داخل السجون هو "إهمال طبي ممنهج" يرتقي إلى مستوى الجريمة.
وبفعل سياسة الاكتظاظ المتعمد، يضطر عدد من الأسرى إلى افتراش الأرض للنوم، بعد أن ضاعفت إدارة السجون عدد الأسرى داخل الغرف بما يفوق طاقتها الاستيعابية.
وتبدو معاناة الأسيرات والأسرى الأطفال أكثر حدة في مناسبات كهذه حيث يتوق الأطفال لاحتضان أمهاتهم، وتشتاق الأمهات الأسيرات لأطفالهن، فيما تزداد آلام أسرى غزة الذين لا يعرفون شيئا عن مصير ذويهم في ظل الحرب والدمار، وانقطاع كل سبل التواصل.
عيد الأضحى هذا العام ليس إلا مرآة للسياسات الصهيونية التي تهدف إلى كسر إرادة الأسرى، لكنه أيضا شاهد جديد على صمودهم، رغم كل أدوات القمع والعزل والحرمان.