المناضل رجا إغبارية بين أنياب السجان: كسور ونزيف وعزل
إعلام الأسرى

تعيش عائلة المناضل الأسير رجا إغبارية، إلى جانب رفاقه في حركة "أبناء البلد"، حالة من القلق العميق بعد توارد معلومات خطيرة من داخل السجون، تؤكد تعرضه لاعتداء وحشي ممنهج أدى إلى إصابته بكسور في كلتا ساقيه، أفقدته القدرة على الوقوف أو الحركة، وسط حرمان تام من العلاج والمسكنات، وظروف اعتقال وُصفت بأنها "مهينة وغير إنسانية".

وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت إغبارية (73 عامًا) يوم الأربعاء 9 نيسان/أبريل، بعد دهم منزله في مدينة أم الفحم، واقتادته إلى معتقل "كيشون" قبل نقله إلى سجن "الجلمة"، وفي 15 نيسان، أصدر وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس أمرًا بتحويله للاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر، وذلك قبل ساعات من جلسة محكمة كان يُتوقع أن تفضي إلى الإفراج عنه، بسبب فشل النيابة في تقديم لائحة اتهام بحقه.

واعتبر المكتب السياسي لحركة "أبناء البلد" أن اعتقال إغبارية يأتي في سياق الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني بأسره، محمّلًا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته، خاصة في ظل ظروفه الصحية الصعبة، بما فيها مشكلات تنفسية، والظروف الوحشية التي أودت بحياة عشرات الأسرى بفعل التعذيب والإهمال الطبي.

ووفق شهادات أسرى محررين، فإن سلطات السجون انتقمت من إغبارية بعد كشفه أمام المحكمة يوم 22 نيسان/أبريل عن تعرضه للضرب من قبل السجانين، ليُعاقب لاحقًا بجولة جديدة من الاعتداءات بالهراوات خلال تنقلاته بين سجون "مجيدو"، و"جنوت"، و"ريمون"، وأخيرًا "كتسيعوت" في النقب، وخلال هذه التنقلات، اشتدّ التعذيب حتى سُمع صوت كسر واضح في ساقيه، دون أن يُنقل إلى مستشفى، ودون أن يتلقى أي علاج.

اليوم، يفتقد الأسير إغبارية القدرة على الحركة، ولا يستطيع الذهاب إلى دورة المياه أو حتى تناول الطعام، إذ يرقد على بقايا فرشة متهالكة في زنزانة لا تصلح للاحتجاز الآدمي، وسط تفاقم حالته الصحية بسبب الأمراض المزمنة، وهو في سن الثالثة والسبعين.

مركز عدالة قدّم التماسًا عاجلًا إلى محكمة الاحتلال الإسرائيلية، طالب فيه بالسماح بنقله الفوري إلى مستشفى لتلقي العلاج، والسماح له بلقاء محاميه، وجاء في الالتماس أن منع زيارة المحامي رغم الطلبات العاجلة يشكل انتهاكًا صارخًا لحقه في الدفاع عن نفسه والمحاكمة العادلة.

القلق تعاظم بعد تغيبه المفاجئ عن جلسة محاكمته التي كانت مقررة الخميس 8 أيار/مايو عبر تقنية "الزوم"، ورفض سلطات السجون طلب طاقم الدفاع بعرض مجرد صورة له، ما زاد من المخاوف حول مصيره، وسط تحذيرات جدية من محاولة لاغتياله البطيء خلف القضبان.

حركة أبناء البلد، وعائلة المناضل رجا إغبارية، أطلقتا نداء استغاثة إلى كل المؤسسات الحقوقية والدولية والوطنية، لإنقاذ حياة رفيقهم المغيّب قسرًا خلف القضبان، محذرين من استمرار التعذيب الجسدي، والإهمال الطبي، والعزل المتعمد، كسياسات ممنهجة لاغتيال الأسرى الفلسطينيين معنويًا وجسديًا.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020