عبد الله البرغوثي .. صمود في مواجهة الموت البطيء

في الزنزانة المعتمة حيث لا شمس ولا دواء يُسحق الجسد كما تُسحق الإرادة، إلا من كان قلبه معلقًا بسماء الحق، وروحه منسوجة من صبر الجبال.

في أعماق السجون الإسرائيلية يعيش القائد القسامي عبد الله البرغوثي فصولًا من الألم اليومي. شهادة مؤلمة كشفتها ابنته "تالا"  تنقل فيها تفاصيل مروّعة عن ما يتعرض له والدها من تعذيب ممنهج وإهمال طبي يرقى إلى جريمة قتل بطيء ومتعمد.

جسد مكسور وعزيمة صلبة

عبد الله البرغوثي المحكوم بأعلى حكم في التاريخ الإسرائيلي، يتعرض يوميًا للضرب المبرح ولساعات طويلة، بعد أن يتم إخلاء القسم من الأسرى ليُترك وحيدًا بين أيدي السجانين وأدوات قمعهم. عصي حديدية ووحشية لا حدود لها تنهال على جسده المتهالك، حتى تكسرت عظامه واشتدت عليه الآلام لدرجة أنه لم يعد قادرًا على الوقوف أو التحرك.

تقول ابنته تالا: "أبي لم يعد ينام مستلقيًا الألم ينهش جسده، ينام جالسًا، ووزنه يتناقص حتى أصبح لا يتجاوز 70 كيلوغرامًا".  

في ظل غياب الرعاية الصحية تفشت الدمامل والجروح المفتوحة في جسده، ولا يجد إلا زملاءه الأسرى لتعقيمها بوسائل بدائية، ما يفاقم الخطر على حياته.



صرخة من خلف القضبان  

هذه الشهادة هي نداء استغاثة عاجل لإنقاذ روح تحتضر داخل جدران الصمت.  

عبد الله البرغوثي اليوم لا يواجه فقط حكمًا بالسجن المؤبد وإنما حكمًا بالإعدام البطيء، في ظل تصاعد سياسة القمع والإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى الفلسطينيين، وخصوصًا المعزولين منهم.

في زمن تتكاثر فيه الأصوات وتتكاثر فيه الصفقات، يوجد رجل يصارع الألم بجسده العاري وإيمانه العميق هو وإخوانه ممن تبقى في الأسر.

عبد الله البرغوثي شاهد حي على بشاعة الاحتلال، وعلى صبر الإنسان الفلسطيني حين يُجلد كل يوم ولا ينكسر.  

إنقاذ حياته مسؤولية أخلاقية وإنسانية عاجلة قبل أن تصبح دماؤه شهادة أخرى على عار هذا الصمت.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020