أكد مكتب إعلام الأسرى أن سلطات الاحتلال صعّدت خلال الشهور الأخيرة من سياسة هدم منازل عائلات الأسرى، في خطوة تمثّل عقابًا جماعيًا وانتقامًا يهدف إلى ترهيب الفلسطينيين وتشريدهم، وفرض سياسة الردع.
وأوضح المكتب أن الاحتلال يشن حربًا نفسية واقتصادية ضد الأسرى وعائلاتهم، من خلال هدم منازلهم، في محاولة لإيقاع أكبر قدر من الخسائر بهم، ورفع كلفة انتماء الشباب الفلسطيني لخيار المقاومة، إلى جانب ترهيبهم من المشاركة في أي نشاط مقاوم.
وأشار إلى أن الاحتلال يمارس كل أشكال التنكيل والانتقام، ويشرعن سياسة العقوبات الجماعية من خلال قرارات صادرة عن الكنيست وسلطاته القضائية، مستهدفًا بذلك الشعب الفلسطيني عامة، والأسرى وذويهم بشكل خاص، وهو ما يشكل جريمة حرب واضحة المعالم.
ووثّق إعلام الأسرى تنفيذ سلطات الاحتلال منذ بداية العام الجاري عدة عمليات هدم طالت منازل أسرى فلسطينيين، منها:
هدم منزل عائلة الأسير محمد طلال أبو ياسين في بلدة بلعا شرق طولكرم، على خلفية اتهامه بالمشاركة في تنفيذ عملية بيت ليد وبلعا التي أدت إلى مقتل جندي وإصابة أربعة آخرين.
هدم منزل الأسير محمود سليط (أبو الهنود) في مخيم طولكرم، بزعم مشاركته مع أبو ياسين في نفس العملية.
هدم منزل الأسير زيد الجنيدي في منطقة رأس الجورة شمال الخليل، بعد محاصرته ومنع المواطنين من الوصول إليه. فخّخ جنود الاحتلال المنزل وفجّروه، كما اعتدوا على الجنيدي بالضرب المبرّح أثناء اقتحام المنزل وإحضاره من السجن.
ويُذكر أن الجنيدي معتقل إداري منذ أكتوبر 2023، ونجله أسامة (19 عامًا، طالب جامعي سنة أولى) معتقل إداري منذ نحو ستة أشهر، وكذلك شقيقه أشرف، الذي يخضع هو الآخر للاعتقال الإداري.
هدم منزل الأسير هايل عيسى ضيف الله (58 عامًا) من بلدة رافات قرب سلفيت، بعد اتهامه بتنفيذ عملية دهس باستخدام صهريج غاز قرب مستوطنة "جفعات أساف"، والتي أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي. وهو معتقل منذ سبتمبر 2024 بعد إصابته برصاص الاحتلال.
هدم منزل الأسير أحمد الهيموني (26 عامًا) من الخليل، بعد اتهامه بالمشاركة في تنفيذ عملية طعن وإطلاق نار إلى جانب الشهيد محمد راشد مسك (21 عامًا)، ما أدى إلى مقتل 7 إسرائيليين وإصابة 16 آخرين في مدينة يافا، في الأول من أكتوبر 2023.
وقد رفضت محكمة الاحتلال العليا الالتماسين المقدمين من عائلتي الأسيرين ضيف الله والهيموني ضد قرارات الهدم، وأمهلت العائلتين أسبوعين لإخلاء المنازل.
هدم منزل الأسير محمد جودت الشحرور من الحي الشرقي في مدينة طولكرم، بدعوى مشاركته في التخطيط والمساعدة على تنفيذ عمليتي بيت ليد وبلعا.
هدم غرفة للأسير محمود ناصر من مدينة نابلس.
وأكد إعلام الأسرى أن سياسة هدم منازل ذوي الأسرى تمثل انتهاكًا صارخًا للأعراف والمواثيق الدولية، لا سيما المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر العقوبات الجماعية ضد المدنيين الذين لم يُدانوا بأي مخالفة قانونية.
وأوضح أن الاحتلال لا يكتفي باعتقال الأسير وفرض أحكام قاسية بحقه، بل يعمد إلى معاقبة عائلته وتشريدهم، في خرق فاضح للقانون الدولي الإنساني.
ودعا إعلام الأسرى جميع المؤسسات الدولية والحقوقية إلى التحرّك العاجل، وكسر صمتها الذي يشجّع الاحتلال على ارتكاب مزيد من الجرائم، ومحاسبته على سياسة العقاب الجماعي وهدم المنازل، التي تشكّل جريمة حرب وفصلًا عنصريًا يستهدف المدنيين الفلسطينيين ويقوّض الاستقرار الأسري والاجتماعي.