أمراض تنهش الأجساد يزيدها السجان بالإهمال الطبي

يتفنن العدو الصهيوني في إذلال وتعذيب الأسرى الفلسطينيين في سجونه بأبشع الأساليب ضاربًا بالقرارات الدولية عرض الحائط، فمنذ اندلاع حرب طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣ والتي لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث، مورست فيها جميع أشكال الوحشية واللاإنسانية، وسجلت فيها قصص لا يستوعبها العقل وأما ما لايزال مخفيا منها تحت طيات الدمار فأكثر مما كشف عنه وأشد تنكيلا. 



شهادات قاسية تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال

بصوت خافت بسبب الإعياء الشديد، يقول الأسير المحرر محمد الأغا من مدينة غزة " تعرضنا لتحقيق قاسٍ وتعذيب شديد داخل معتقل لم نر منه الشمس، ولا نعلم مواقيت الصلاة، ومنعنا الجيش الإسرائيلي من التحدث مع بعضنا".

ولم أكن أدرك مكان اعتقالي إلا بعد أن أبلغني أسير آخر بذلك، وذلك لبقائي معصوب العين مكبل الأيدي طوال الوقت، سدي تيمان معتقل التعذيب والموت كان شديد البرودة، يُجبر فيه المعتقلون على الجلوس في وضعيتين فقط: إما على الركب أو على المؤخرة طوال ساعات النهار.

مورس علينا أنواع التعذيب والضرب والتنكيل، حرمنا من النوم والملابس والأغطية، حتى أن المعتقل الذي يطلب الذهاب إلى الحمام يعاقب، ويجبر على الجلوس على الركب لفترة طويلة دون فراش، مع رفع البنطال حتى الركبة لتلامس الأرض، وتكبيل أيديهم خلف الرأس.

عندما يصبح الإهمال الطبي جريمة  

اتبع الاحتلال أساليب التعذيب ذاتها بحق أسرى الضفة، حيث شعر الأسير المحرر المعاد اعتقاله في صفقة وفاء الأحرار نضال زلوم من مدينة رام الله بأن الاحتلال يعمد بتعذيب الأسرى وتجويعهم والتنكيل بهم وإهمالهم طبيًا للضغط على فصائل المقاومة الفلسطينية، كما يقصف ويجوع أهل قطاع غزة، معتقدًا أن هذا سيثني عزيمة المقاومة أو الأسرى أو أهالي قطاع غزة.

ويلفت النظر إلى أنه في شهر رمضان تتصفد شياطين الجن بينما شياطين الإنس تنطلق في هذا الشهر، فلا يتورع الاحتلال عن مصادرة الساعات وورقة مواقيت الصلاة، وإجراء التفتيشات والعدد ليل نهار، والتنكيل بالأسرى خاصةً وقت الإفطار، فإجراء العدد لا يحلو إلا وقت الإفطار، ويجبر السجانون الأسرى على الجثو على الركب.

وفي حديثه يتطرق زلوم لوصف أبشع أساليب الإهمال الطبي، مبينًا أن إدارة سجون الاحتلال تتفنن في كيفية زيادة الإهمال الطبي حتى قد يصل بالأسير إلى طريق لا شفاء منه في حالات كثيرة.

ومن قصص الإهمال الطبي التي عاصرها زلوم، قصة أسير من مخيم جنين أصيب بمرض الجرب "السكابيوس"، فتورمت قدماه تورمًا ملحوظًا ولافتًا، والتصقت أصابعه بعضها ببعض حتى فقدت مظهرها، وما عاد في أصابعه أظافر، وتقيحت فلربما أصبحت قدماه في وضع أسوء من وضع الغرغرينا، ولم يقدم له الاحتلال أي علاج!

إن ما يتعرض له الأسرى والأسيرات في اللحظات الأخيرة قبل الإفراج عنهم يعكس مدى "الهمجية والبربرية الإسرائيلية، ويكشف مدى الهزيمة في نفوس الجنود والتعبير عن مكنوناتهم بالاعتداء على أسرى مقيدين يعانون من تجويع وتعذيب وحرمان من التواصل مع ذويهم". ونوه  إلى أن الاحتلال زاد من تعذيبه للأسرى منذ بداية الحرب على غزة وارتكب جرائم مروعة بحق الأسرى، أسفرت عن قتل العشرات منهم نتيجة التعذيب الشديد.

في السياق ذاته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الحالة الصحية المتدهورة للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل في إطار صفقة التبادل تعكس الظروف القاسية التي عاشوها خلال اعتقالهم.

وأوضح أنه ظهر على معظمهم علامات تدهور صحي حاد مع فقدانهم عدة كيلوغرامات من وزنهم جراء التجويع المتعمد، في حين حولت قوات الاحتلال سجونها إلى مراكز تعذيب منهجي للأسرى بينهم المحكومون والمحتجزون قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020