في الأسر.. مضاعفات "الجرب" قد تصل حد الغرغرينا!
تقرير/ إعلام الأسرى

ما الذي يجعل السجان يتفنن في تعذيب سجينه؟.. أهي الرغبة الدفينة فقط بالتلذذ بعذابه وسماع صوت آلامه وهو يئن وجعًا من شدة الضرب والتعذيب؟ أم أن هناك سببًا آخر يدفع بالسجان لشن هجمات متتالية على غرف الأسرى وهو بكامل عتاده كما لو أنه يخوض حربًا ضروس ضد أناس عزّل من كل شيء إلا الكرامة والصمود والتحدي!

للمحرر المقدسي نضال زلوم رأيٌ وجيه في هذه الهجمات، إذ يعتقد أن السجان لا يفعل ذلك فقط إمعانًا في زيادة عذابات الأسرى، بل لربما هو يشعر بالخوف منهم، فحقًا السجان يخاف سجينه ذي المعنويات العالية التي تعانق عنان السماء، ولا يحدها جدران سجن أو سقف عزل، والذي يقينًا يعرف أن "حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه".

والمحرر زلوم سبق وأن تحرر في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، لكن أعاد الاحتلال اعتقاله مجددًا في عام 2014، عندما شنّ حملة اعتقالات واسعة طالت عددًا كبيرًا من محرري صفقة شاليط، إلى أن أفرج عنه مجددًا ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى لصفقة طوفان الأحرار عام 2025.


ويروي زلوم أن الاحتلال يعمد بتعذيب الأسرى وتجويعهم والتنكيل بهم وإهمالهم طبيًا للضغط على فصائل المقاومة الفلسطينية، كما يقصف ويجوع أهل قطاع غزة، معتقدًا أن هذا سيثني عزيمة المقاومة أو الأسرى أو أهالي قطاع غزة.

ويلفت النظر إلى أنه في شهر رمضان تتصفد شياطين الجن بينما شياطين الإنس تنطلق في هذا الشهر، فلا يتورع الاحتلال عن مصادرة الساعات وورقة مواقيت الصلاة، وإجراء التفتيشات والعدد ليل نهار، والتنكيل بالأسرى خاصةً وقت الإفطار، فإجراء العدد لا يحلو إلا وقت الإفطار، ويجبر السجانون الأسرى على الجثو على الركب.


وفي حديثه يتطرق زلوم لوصف أبشع أساليب الإهمال الطبي، مبينًا أن إدارة سجون الاحتلال تتفنن في كيفية زيادة الإهمال الطبي حتى قد يصل بالأسير إلى طريق لا شفاء منه في حالات كثيرة.


ومن قصص الإهمال الطبي التي عاصرها زلوم، قصة أسير من مخيم جنين أصيب بمرض الجرب "السكابيوس"، فتورمت قدماه تورمًا ملحوظًا ولافتًا، والتصقت أصابعه بعضها ببعض حتى فقدت مظهرها، وما عاد في أصابعه أظافر، وتقيحت فلربما أصبحت قدماه في وضع أسوء من وضع الغرغرينا، ولم يقدم له الاحتلال أي علاج!


وعن هذا الأسير تحديدًا، دافع عنه زلوم حين حان وقت إجراء العدد، وطلب منه ألا يجثو على ركبتيه وأن يمدهما أمام السجان، وقد كان!


فصرخ به السجان: ما بك لا تجثو على ركبتيك؟، فرد بعدم استطاعته، ونال حصته من القمع والضرب، غير أن هذا الفعل عاد عليه بالخير، فالسجان لم يكن ليتحمل عاقبة ما قد تؤول إليه الأمور، في حال استمر بتجاهل حالة هذا الأسير، فأرسل في استدعاء الممرض، الذي قدم بدوره المضادات الحيوية للأسير!


وكان في الغرفة ذاتها طبيب ميداني، عمد إلى جراح زميله الأسير، فاعتنى بها ليلة وراء ليلة، حتى بدأت حالته تتحسن، وتظهر بعض الملامح لأصابع قدميه، وإن كان علاج الجرب من النوادر في سجون الاحتلال!!!


وفي قصة تعذيب أخرى يروي زلوم أن أحد الأسرى اختلط قيده بلحمه، فحاول السجانون فك القيد، ولم يستطيعوا، فعمدوا إلى قصه بالمقص، ورغم الدماء النازفة مكان القيد الأول، إلا أنهم قيدوا يديه مجددًا إلى الخلف بطريقة عجيبة جعلت الوثاق الأول أرحم من الثاني!!!

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020