اعتبر مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن الشتاء الحالي هو الأقسى على الأسرى مع استمرار الهجمة الشرسة بحقهم والتي طالت كافة جوانب حياتهم وتضاعفت بعد السابع من أكتوبر العام الماضي وحرمتهم من ابسط مستلزمات حياتهم.
وأوضح مركز فلسطين أن الأسرى يعانون في سجون الاحتلال كل عام من ظروف قاسية مع دخول فصل الشتاء، وهذه الظروف ازدادت قساوة بعد السابع من أكتوبر، حيث حرم الاحتلال الأسرى بشكل كامل من الزيارات وأغلق كنتين السجن، وصادر كل أغراض الأسرى الشخصية بما فيها الاغطية والملابس الأمر الذي فاقم من معاناتهم بشكل خطير جداً.
وأكد مركز فلسطين أن الأسرى لم يحصلوا على ملابس وأغطية شتوية منذ أكثر من 14 شهراً عبر الأهل للانقطاع عن الزيارات، كذلك لم يسمح لهم بشراء بعض الملابس أو الأغطية من كنتين السجن بسبب إغلاقه، وكذلك منع الاحتلال المؤسسات الدولية كالصليب الأحمر من إدخال ملابس للأسرى، بينما لا تقدم إدارة السجن للأسرى مع دخول الشتاء أياً من الملابس أو الأغطية مما عرض الأسرى لخطر إصابتهم بالأمراض وفاقم من انتشار مرض الجرب لاستخدام الملابس والأغطية نفسها لفترة طويلة دون تجديد.
وكشف المركز أن أكثر السجون تضرراً من حلول فصل الشتاء سجني النقب وريمون ونفحة والتي تقع في صحراء النقب ويقبع بها الآلاف من الأسرى حيث تنخفض درجات الحرارة إلى مستويات متدنية وبعض الأقسام لا تزال من الخيام التي لا تقي الأسرى من البرد وتتسرب الأمطار بداخلها وتتلف ملابسهم وفرشاتهم وأغراضهم الشخصية مما يتسبب بإصابة الأسرى بالأمراض دون أن يتلقوا أي رعاية طبية أو علاج من إدارة السجون.
كذلك يعاني الأسرى الذين يقبعون في مراكز التوقيف والتحقيق مع دخول الشتاء وذلك لعدم توفر ملابس أو أغطية شتوية أو مياه ساخنة أو وسائل تدفئة للأسرى في الأيام والأسابيع الأولى بعد اعتقالهم حيث تقوم قوات الاحتلال بنقل المواطنين الذين يتم اعتقالهم من أنحاء الضفة الغربية بعد الاعتقال مباشرة إلى مراكز التحقيق والتوقيف وهم لا يملكون سوى ملابسهم الخفيفة التي نقلوا فيها من منازلهم إلى السجن، وغالباً لا تسمح لهم قوات الاحتلال باصطحاب ملابس إضافية حين الاعتقال الذى يكون مباغت وبطريقة وحشية، وبعضهم ينقل إلى التحقيق بملابس النوم الخفيفة. إضافة إلى النقص الحاد في السجون حين نقلهم إليها بعد انتهاء فترة التحقيق والتوقيف.
وسلط مركز فلسطين الضوء على معاناة أسرى غزة مع دخول الشتاء حيث أفاد أن الاحتلال لا يزال يعتقل (2000 أسير) من غزة بعد إطلاق سراح عدة آلاف اعتقلهم خلال حرب الإبادة المستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر العام الماضي وجميعهم يتعرضون إلى خطر حقيقي على حياتهم كونهم اعتقلوا في ملابسهم وتم الزج بهم في أقسام خاصة تفتقر لكل مقومات الحياة في سجنى عوفر والنقب إضافة إلى وجود مئات منهم في معسكر سيديه تيما نسئ السمعة، حيث أفاد أسرى من غزة تحرروا حديثاً من سجون الاحتلال أن سلطات الاحتلال لم تقدم لهم سوى غطاء خفيف عبارة عن "بطانية متسخة"، وفرشة قديمة مهترئة. إضافة إلى أن الطعام المقدم للأسرى سيء كماً ونوعاً، ولا يكفي حاجة الجسم للطاقة في أيام البرد، وأحيانا يكون متسخ، فيفضل الأسرى الجوع على تناوله، كما أن هناك أسرى مرضى بحاجة لطعام خاص ترفض الإدارة توفيره إمعاناً في التنكيل بهم.
وكشف أن الاحتلال يمارس التنكيل بحق أسرى غزة عبر إخراجهم إلى ساحة السجن في البرد القارس بملابس خفيفة وتقييد أيديهم وتجليسهم على الأرض المبتلة بالمطر، وتبقيهم لساعات في هذه الظروف القاسية إلى أن تتجمد أطرافهم الأسرى من شدة البرد وخاصة في سجن النقب وترفض إدارة السجن توفير أغطية أو ملابس لهم انتقاماً منهم واستمراراً لجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال بحق أهالي غزة.
وأشار إلى أن الاحتلال يمارس بحق أسرى غزة سياسة الإخفاء القسري والعزل الكامل عن كل مكونات الحركة الأسيرة والمحامين والمؤسسات الدولية، كذلك هم محرومين من الزيارة بشكل كامل، وذلك من أجل ممارسة كافة الجرائم بحقهم، وقتل أكبر عدد منهم دون أن يتحمل الاحتلال عناء تبرير وفاتهم داخل السجون، لذلك غالبيتهم لم يغير ملابسه منذ أكثر من 6 شهور ولم يحصل على ملابس أو أغطية أو فرشات من الاحتلال الذي يمعن في التنكيل بهم بتعليمات مباشرة من المجرم المتطرف بن غفير ومع دخول الشتاء وحاجتهم إلى الملابس الشتوية تأثرت صحتهم بشكل كبير والعشرات منهم أصيبوا بأمراض مزمنة لا علاج لها، وهزلت أجسادهم بل استشهد عدد منهم نتيجة هذه الظروف القاسية بعضهم من الجرحى الذين اعتقلوا بعد إصابتهم بجراح بالغة.
وكان الاحتلال قد مارس جريمة الاعتقال الجماعي التعسفي للآلاف من المدنيين العزل في قطاع غزة والإعدام الميداني للمئات منهم بدم بارد تزامناً مع جرائم التطهير العرقي، والقتل الممنهج لعشرات الآلاف وتدمير كل مظاهر الحياة في القطاع، حيث بلغت حالات الاعتقال في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ما يزيد عن 8500 آلاف حالة من كافة مدن وبلدات القطاع من شماله إلى جنوبه بعد مداهمة المنازل واقتحام مراكز الإيواء في المدارس والمستشفيات كان آخرهم اعتقال حوالي (1300) مواطن خلال إعادة اجتياح شمال القطاع خاصة مدينة جباليا بداية أكتوبر الماضي.
وقد أفرج عن غالبية المعتقلين بعد التحقيق معهم في ظروف قاسية ومميتة أدت إلى ارتقاء عدد منهم شهداء نتيجة التعذيب القاسي المحرم دولياً، بعد أن أمضوا فترات مختلفة تراوحت بين ثلاثة شهور وعام، بينما لا يزال يعتقل ما يزيد عن ألفي أسير من قطاع غزة ممن تم اعتقالهم خلال حرب الإبادة المستمرة على القطاع يقبعون في عدة سجون.