في خضم المعاناة الإنسانية التي تعيشها الأسيرات داخل سجون الاحتلال والتي ازدادت سوءا خلال عام ونيف من الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية، تبقى الرواية الأصعب والأصدق ما نوثقه من شهادات معاناة لهن من خلال زيارتهم.
لقد تحول وضع الأسيرات في سجن الدامون من سيء لأسوأ فلم تكتفي إدارة سجن الدامون بالانتقام من الأسيرات طيلة عام، لتصل بهم الأحوال إلى مصادرة الجلابيب والحجاب والنقاب واستبدالها بـ"بدلة رياضية رمادية" فقط ودون الحجاب بعد تغيير إدارة السجن وتعيين مدير جديد له، حيث تم تبليغهن أن هذه القوانين جديدة وستطبق بشكل مستمر وأن ذلك انتقاما لأحداث السابع من أكتوبر الماضي .
94 أسيرة في سجن الدامون ذقن من المر حنظله، ووفقاً لشهادتهن فإن غرفهن تتعرض لتفتيشات تعسفية بشكل يومي في ساعات الفجر، حيث تقتحم الإدارة القسم وتختار غرفة أو غرفتين وتخرجهن منها وتحتجزهن لساعة وأكثر في الفورة، ويتخلل ذلك قيام السجانات بالتفتيش العاري لهن، بالإضافة إلى مصادرة مقتنياتهن البسيطة مثل علبة بلاستيك فارغة يستعملنها بدل الكاسات، وتم مصادرة خيوط قمن بسحبها من البطانيات لاستعمالها لصنع أساور للتسلية خلال ساعات النهار الطويلة داخل الغرف.
حتى إصلاح ملابسهن الممزقة اللواتي لا يمتلكن غيرها أصبح مستحيلا عقب مصادرة آخر ابرة يمتلكنها، حيث انه بحوزة كل أسيرة غيار صيفي واحد فقط وترفض إدارة السجن إعطائهن ملابس دافئة أو إضافية ، كما أن كل واحدة منهن تملك بشكير واحد يتحول إلى نصف بشكير في حال دخلت أسيرة جديدة للسجن، اذ تتقاسم إحداهن بشكيرها مع الأسيرة الجديدة بسبب عدم توفير إدارة السجن بشكير جديد لها، يضطررن لاستعارة الأحذية من بعضهن البعض عندما يخرجن للفورة أو العيادة أو زيارة المحامي، نتيجة مصادرة أحذيتهن من قبل السجانات في إجراءات انتقامية لا مبرر لها.
وأفادت الهيئة بأن أسيرات الدامون يعانين نقصا حاداً في مواد التنظيف الشخصية والخاصة بالغرف، ونقص في عدد الأغطية بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة مع دخول فصل الشتاء، حيث يعانين من بداية موجة البرد القارس ليلا وفي الصباح الباكر الأمر الذي تسبب إصابتهن بأمراض عديدة.
و أضافت الهيئة في بيانها، أن إدارة سجن الدامون تعمدت منذ أسبوعين تركيب كبسات الإضاءة خارج غرف الأسيرات وإلغاء الكبسات الداخلية ليتاح للسجانين التحكم بأوقات الإضاءة وفقا لمزاجهم.
وأفادت محامية الهيئة نقلا عن الأسيرات اللواتي تمت زيارتهن، أن سياسة التجويع التي تنتهجها إدارة السجن بحقهن أدت إلى تغيرات هرمونية وأعراض جانبية في أجسادهن منذ أشهر.