كل يوم تتكشف جرائم جديدة يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الذى لم يحرك ساكنا لمنع تلك الجرائم المتتالية والمتواصلة والتي تجري بدعم سياسي وأمنى وتشريعي فى كيان الاحتلال المجرم.
آخر تلك الجرائم ما كشف عنه في سجن مجدو من عمليات إذلال وتنكيل للأسرى باستخدام الكلاب البوليسية المتوحشة التي تنهش أجساد الأسرى العزل وهى استمرار لجرائم الاحتلال التي كشف عنها مؤخراً فى معتقل سيديه تيمان العسكري ومعسكر الاعتقال في عوفر بما فيها جرائم الاغتصاب.
من جانبها اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، قيام إدارة السجون النازية، بإذلال الأسرى الفلسطينيين في سجن مجدو واستخدام الكلاب البوليسية في إهانتهم وترهيبهم، هو تعبير عن حجم الحقد والسادية التي يحملها السجّانون الصهاينة تجاه الأسرى الفلسطينيين، وبشاعة الإجراءات الممارَسة ضدهم، والتي أقرّها الوزير الإرهابي المتطرف بن غفير.
وأكدت حماس في تصريح صحافي، أن هذه الجرائم تأتي في إطار ممارسات الاحتلال الوحشية بحق أسرانا في السجون، من تعذيب وتنكيل وتجويع وإهمال طبي متعمد، وحرمان من كافة الحقوق الإنسانية، حتى تجاوزت أعداد الأسرى الشهداء ستين شهيداً، قضوا تحت الإهمال والتعذيب الوحشي.
وطالبت المؤسسات الحقوقية الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوثيق هذه الممارسات، وغيرها من الجرائم المروّعة التي ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين، واتخاذ إجراءات عاجلة للضغط على حكومة الاحتلال ورئيسها مجرم الحرب نتنياهو، لوقف انتهاكاتها الصارخة للقوانين الدولية الخاصة بالأسرى، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم.
بينما طالبت وزارة الأسرى بغزة المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر أن يكون لها دور فاعل في وضع حد لهذه الممارسات البشعة التي تمارس على الأسرى والعمل على تطبيق قواعد القانون الدولي والإنساني في التعامل مع الأسرى والسماح بزيارتهم وتفقد أحوالهم.
وقالت إن ما يكشف يوميا من صور وتقارير وما يجمع من إفادات من أسرى محررين عن حالة أوضاع الأسرى الفلسطينيين داخل سجون ومعتقلات الاحتلال، هو جزء يسير من الصورة البشعة والقاتمة تجاه ما يتعرضون له بشكل متواصل ومستمر من قتل وتعذيب وتنكيل بإشراف من المتطرف بن غفير.
مركز فلسطين لدراسات الاسرى قال إن ما تم كشفه من عمليات إذلال وتنكيل بالمعتقلين هي نتاج التحريض المستمر وتوفير الغطاء القانوني من قبل وزراء حكومة الاحتلال المتطرفين وفى مقدمتهم المجرم بن غفير الذى دعا علانية إلى قتل الأسرى، وأعطى الضوء الأخضر بصفته وزيرا لأمن الاحتلال لممارسة كل أشكال التنكيل بالأسرى مما يؤكد أن هذه الجرائم ممنهجة وليست تصرفات فردية من بعض الجنود أو المحققين كما يحاول ان يظهر الاحتلال.
وأشار مركز فلسطين إلى أن ما تم كشفه فى مجدو هو جزء يسير مما يجرى في معسكرات الموت من جرائم يندى لها جبين الإنسانية وتشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي يدعى الحضارة ويرفع شعار حقوق الانسان، ويقدح بشكل لا يدع مجالا ً للشك في نزاهة المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية التي تدعى الحرص على تطبيق المواثيق الإنسانية والمعاهدات الخاصة بحقوق الانسان بغض النظر عن جنسيته.
واستطرد مركز فلسطين بأنه الأوان قد آن لتقديم قادة الاحتلال إلى محاكم جرائم الحرب بعد الفظائع التي كشف عنها مؤخراً سواء فى معتقل سيديه تيمان أو عوفر أو ما جرى مؤخراً فى مجدو ويجرى فى كل السجون، وخاصة بعد السابع من أكتوبر.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أكدت بدورها أن الصور المُسربة من مجدو عن تعذيب للأسرى هو تجسيد لاستراتيجية ممنهجة تقوم على الإعدام البطئ لهم وتفضح مجدداً تواطؤ المؤسسات الدولية.
واعتبرت الجبهة الصور المسربة من سجن مجدو، التي تكشف عن اعتداءات جنود الاحتلال على الأسرى الفلسطينيين باستخدام الكلاب، تُمثّل دليلاً جديداً على الطبيعة الإجرامية والسادية المُتجذرة في داخل جنود الاحتلال الجبناء.
وحملت الجبهة المؤسسات الدولية المسؤولية المباشرة عن هذه الجرائم، حيث أثبت تصاعد هذه الجرائم تورط هذه المؤسسات في سياسات التعذيب بحق الأسرى، والتي أدت إلى استشهاد عشرات الأسرى في الأشهر الأخيرة.