اتهم مركز فلسطين لدراسات الأسرى سلطات الاحتلال بارتكاب جرائم حرب علنية وإعدامات ميدانية بحق أسرى قطاع غزة الذين تم اعتقالهم خلال حرب الإبادة الجماعية منذ السابع من أكتوبر.
وأكد مركز فلسطين أن أسرى قطاع غزة يقعون بين مطرقة الإعدامات الميدانية التي تنفذها قوات الاحتلال بحق المدنيين بعد اعتقالهم وتكبيلهم والتحقيق معهم ميدانياً كما جرى في العشرات من الحوادث خلال الاجتياح البري لكافة مدن وبلدات القطاع، دون أن يشكلوا خطرًا على الاحتلال، وبين سندان التعذيب القاسي والمحرم دولياً لمن يكتب لهم النجاة من الإعدام ويتم نقلهم إلى معسكر "سديه تيمان" التابع لجيش الاحتلال قرب حدود القطاع، والذي استحدثه الاحتلال كمركز اعتقال، ويشرف على التحقيق بداخله جهاز الشاباك.
وأضاف مركز فلسطين أن الاحتلال اعتقل منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر أكثر من (6 آلاف) فلسطيني من غزة، أفرج عن غالبيتهم بينما لا يزال الاحتلال يحتجز حوالي (850) معتقل من غزة تم تصنيفهم تحت مسمى (مقاتلين غير شرعيين).
وحسب ما كشف الاحتلال فإنه قام مؤخراً بنقل (500) أسير من أسرى غزة من معسكر "سديه تيمان" إلى سجن عوفر ونقل (250) آخرين إلى سجن النقب الصحراوي، وذلك في أقسام خاصة لا يسمح لهم بالاختلاط بالأسرى الآخرين، ويمارس بحقهم جريمة الإخفاء القسري ويرفض تقديم أي معلومات عن أعدادهم أو ظروف اعتقالهم.
وأشار مركز فلسطين إلى أن الاحتلال لا يزال يمنع المحامين ومندوبي المؤسسات الدولية من زيارة أسرى قطاع غزة، ومنذ أكثر من 8 شهور سمح مؤخراً لاثنين من المحامين بزيارة معسكر "سديه تيمان" والالتقاء بعدد من المعتقلين والذين كشفوا خلال الزيارة السريعة عن جزء من عمليات التعذيب والإذلال الممنهجة التي تعرض لها الأسرى والأوضاع غير الإنسانية التي تحيط بظروف اعتقالهم بما فيهم الجرحى والمرضى ومبتوري الأعضاء.
وبين مركز فلسطين أن محققي الشاباك يمارسون بحق المعتقلين الغزيين كل أشكال التعذيب المحرم دولياً والتنكيل الممنهج الأمر الذي أدى إلى استشهاد العشرات منهم حيث أعلن الاحتلال عن ارتقاء 36 أسير من غزة منذ السابع من أكتوبر نتيجة التعذيب والإهمال الطبي وظروف الاعتقال القاسية.
وعدّ مركز فلسطين أن عدد الشهداء الذي كشف عنه الاحتلال هو جزء يسير مما يجرى في معسكر "سديه تيمان" حيث تؤكد شهادات الأسرى المفرج عنهم أن أعداد الشهداء أضعاف ما تم الإعلان عنه وعلى سبيل المثال أكدوا ارتقاء الأسير "محمد نافذ الكحلوت" من غزة نتيجة التعذيب، كذلك أفادت صحيفة هآرتس الاسرائيلية باستشهاد الدكتور "اياد الرنتيسى" 53 عاماً من غزة وهو رئيس قسم الولادة بمشفى كمال عدوان نتيجة التعذيب الذي تعرض له بعد مرور 4 شهور على اعتقاله من أحد الحواجز العسكرية للاحتلال داخل القطاع، وكان أعلن سابقاً عن استشهاد الدكتور "عدنان احمد البرش"، رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء بغزة نتيجة التعذيب القاسي الذى تعرض له.
وكشف مركز فلسطين عن جزء مما يتعرض له أسرى غزة في سجون الاحتلال حيث يستخدم الاحتلال خلال التحقيق الصعق بالكهرباء في أماكن حساسة، وإطلاق الكلاب البوليسية المتوحشة تنهش أجساد الأسرى، إضافة إلى البقاء على تقيديهم لساعات طويلة تحت الشمس الحارقة ورؤوسهم إلى الارض، ولا يسمح لهم بشرب الماء، كما يحرمهم من الاستحمام وأداء الصلوات ويمارس التجويع بحقهم، كما لا تتوقف سياسة الاعتداء عليهم بالضرب المبرح والالفاظ النابية والشتائم طوال فترة الاعتقال، ولا يفرق الاحتلال بين القاصرين والبالغين فى التعذيب.
وقال مركز فلسطين إن ما يتعرض له المعتقلين يأتي في إطار الانتقام وممارسة السادية بحق الأسرى المدنيين العزل، وخاصة أن التحقيق معهم لأسابيع أكد أن لا علاقة لهم بالمقاومة أو العمل المقاوم ولا يوجد لديهم أي معلومات هامة تخدم عمليات الاحتلال، وقد صرح ضباط وجنود الاحتلال بذلك للمعتقلين بأنهم ينتقمون منهم فقط لما جرى في السابع من اكتوبر.
وطالب مركز فلسطين لدراسات الأسرى المنظمات الحقوقية الدولية ومؤسسات حقوق الانسان تشكيل لجان تحقيق بشكل عاجل لزيارة معتقل سديه تيمان ومراكز الاحتجاز الأخرى التي يقبع بها أسرى غزة للكشف عن الجرائم التي يتعرضون لها، ووقف جرائم الإعدام الميداني والقتل البطيء الذي يمارس بحقهم من قبل الاحتلال.